إن تجربة القطار التي جاء بها السيد الوالي واحدة من الأفكار الجيدة التي تساعد في حل مشكلة المواصلات، ولكن دعونا ببساطة ننظر إلى ولاية الخرطوم التي يقطنها الآن ما يقارب الخمسة عشر مليون نسمة، لقد ازدحمت المدينة ولكن لم تتغير الطرق، فشارع الجامعة هو شارع الجامعة وشارع الجمهورية هو نفسه شارع الجمهورية.. فهل تلك الشوارع بإمكانها استيعاب تحرك القطار إذا ما رأت الجهات الفنية أو الهندسية تطبيق عملية السير في تلك الطرقات، بالتأكيد إن تلك الشوارع تستوعب هذا القطار، لأن السعة الموجودة الآن في طرقاتنا لم تستوعب البصات التي قيل إنها باص الوالي.. فهذا البص الذي ادعينا أو ادعت الولاية بحله لمشكلة المواصلات لم نشاهد الآن منه ولا بص يسير في الطرقات، وإذا كان هناك واحد فوجوده يعرقل الحركة تماماً، ناهيكم عن بقية المركبات التي أحدثت اختناقات مرورية بكل الشوارع الرئيسية بالولاية، ولم تستطع الجهات المختصة بإدارة المرور أن تجد متنفساً لحل تلك الاختناقات، فلا ندري كيف سيكون الموقف إذا ما نفذ مشروع القطار داخل ولاية الخرطوم حتى إذا كانت رؤية الوالي أن يكون القطار للمسافات الطويلة مثل “الجيلي” أو “الحاج يوسف” أو أية منطقة من المناطق المكتظة بالسكان.
سيدي الوالي قبل تنفيذ مشروع القطار أولاً نحن في حاجة إلى توسعة الشوارع وتأهيلها، فأنظر إلى (شارع السيد عبد الرحمن) الذي تحطم تماماً ولم يجد يد تساعد على تأهيله من جديد، ومعظم الطرق الرئيسية تحتاج إلى الصيانة والتأهيل، فالمال الذي ستنفذون به مشروع القطار أعيدوا به صيانة الطرق أولاً حتى تستوعب السيارات الموجودة ومن ثم أنظروا إلى الترام والمترو والقطار، وكلها كانت مستخدمة بالخرطوم قبل أن تصبح الخرطوم سوداناً مصغراً.
المجهر السياسي
خ.ي