وتم العثور على بقايا النبيذ داخل أربعين جرة اكتشفت في أطلال قصر يتوقع ان تساهم في إلقاء الضوء على تاريخ الجليل الغربي في ذاك الزمان الغابر.
وترجح سلطة الآثار الإسرائيلية ان الملك الكنعاني اعتاد على تنظيم حفلات خاصة لمقربيه وأصدقائه شملت تناول النبيذ واللحوم، إذ اكتشفت بجنبات القصر كمية كبيرة من عظام الحيوانات أيضا. كما تعتقد ان النبيذ تم تصنيعه بدقة وهو مؤشر على شيوع ظاهرة شرب النبيذ لدى الخاصة وعلى مكانة اجتماعية مرموقة في تلك الحقبة.
وهذا القصر الكنعاني الذي اكتشفت آثاره للمرة الأولى عام 1950 جنوب قرية الكابري الفلسطينية المهجرة، بني قبل 3850 سنة في الفترة البرونزية الوسطى. وكشفت تنقيبات في الستينيات عن معالم قصر واسع استخدم لحفلات الاستقبال الفاخرة ولاستضافة أعيان المنطقة. وتم استكمال التنقيب الأثري داخل القصر في العام الأخير وعثر داخل إحدى قاعاته على النبيذ المعتق جدا داخل جرار فخارية، ويعتقد العلماء ان النبيذ المصنع من عصير العنب يشمل مواد حافظة وعناصر للمذاق والرائحة مقتطفات من شجرة الأرز والآس وعصارة العنبر والعسل.
وبسبب عدم وجود فرصة لجعل النبيذ معتقا وقتها بسبب تقلبات درجة الحرارة فقد اعتمد معدوه على طريقة أخرى حفاظا عليه من التخمر والتلف، كما يؤكد الدكتور وليد أطرش أحد الباحثين الأثريين المختصين بهذه الفترة التاريخية لـ «القدس العربي». ويرجح ان الحديث يدور عن كميات نبيذ ملوكي تقدر بنحو 2000 لتر فقط، لافتا إلى اعتباره في تلك الحقبة علامة على المكانة الاجتماعية.