هذا ما دفع عشرينية مصرية من الصعيد تدعى “تقوى” أن تثور على هذه التقاليد والعادات البالية، والتي تراها أكبر عائق أمام أي شاب يرغب في استكمال نصف دينه، خاصة في مناطق الصعيد والأرياف، حيث تفرض العادات هناك جرامات معينة من الذهب الخالص، في الوقت الذي تشتعل فيه أسعار الذهب، ما كان سبباً في تأخر سن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة، فاختارت فيس بوك لتدشن من خلاله حملتها، والتي أطلقت عليها اسم “إلغاء الشبكة من الجواز أصلاً”، رافعة شعار “يسقط يسقط حكم الشبكة”، والتي لاقت ردود فعل واسعة على موقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيدين لفكرة إلغاء الشبكة، في حين رأى آخرون أن الشبكة لها فرحة بالنسبة للعروس ولا يمكن إلغائها ولكن من الممكن عدم المغالاة فيها.
مجرد كماليات
“دعوة للشباب والبنات أنهم يلغوا الشبكة من جوازهم ويوفروا فلوسها لحاجات تانية أفيد زي الشقة، بدل ما فلوس كتير من 10 لـ30 ألف بتضيع على شوية دهب بيتلبسوا على الفاضي، لمجرد أنها عادة وارثينها من زمان ومظهر من مظاهر الزواج”، بهذه الكلمات بدأت “تقوى محمد” حديثها لـ 24، موضحة أن فكرة الحملة جاءت إليها بعدما أجرت مناقشة مع زميلها بالعمل حول متطلبات الزواج وتكاليفه المرتفعة ومنها الشبكة، والذي تمنى لو أن تلغى الشبكة من الزواج لما تكلفه من أموال باهظة، وسرعان ما بدأت تفكر في الأمر واكتشفت أن الشبكة ماهي إلا مجرد كماليات والهدف منها الزينة ولا يمكن أن يضيع الشباب سنوات من عمرهم كي يوفروا ثمنها في النهاية.
شرط تعجيزي
مضيفة “هدف حملتي هو الدعوة لعدم المغالاة في الشبكة للمقتدر وإلغائها لغير المقتدر، فهناك كثير من الأسر التي تشترط قيمة معينة للشبكة، فعندنا في الصعيد تصل قيمة الشبكة إلى 250 غرام، ما يعتبر شرط تعجيزي ولا يستطيع أي شاب في بداية حياته أن يسايره، ما يجعل كثير من الأسر تخسر شباب محترمين بسبب الماديات والمظاهر الكاذبة”.
وبالنسبة لردود الفعل التي لاقتها تقوى من أسرتها وأقاربها، قالت “والدي متوفي، إلا أنني استطعت أخيراً أن أقنع والدتي وعمي بالفكرة، بعدما كانوا يرون أنها عادات وتقاليد ومن الصعب تغييرها، ولكنني أقنعتهم أن الزواج لا يتوقف فقط على الشبكة، فالعريس مطلوب منه توفير الشقة والأثاث وتكاليف الفرح وكلها أمور فوق طاقة أي شاب، مشيرة أنها عايشت بعض النماذج لزيجات فشلت ولم يكتب لها الاستمرار بسبب تشدد الأهل في قيمة الشبكة، ما كان سبباً في تأخر الزواج وارتفاع نسبة العنوسة، ولكن بشكل عام لاقت الحملة ردود فعل مختلفة من أصدقائي فهناك من كان مؤيد وآخر”.
وتتمنى تقوى أن تلقى حملتها استجابة من أولياء الأمور، لهذا اختارت فيس بوك باعتباره الوسيلة الأكثر انتشاراً حالياً، موضحة أن فكرة إلغاء الشبكة سيخفف على الشاب عبئاً ثقيلاً من أعباء الزواج، ليتفرغ لأمور أكثر أهمية مثل الشقة وتشطيبها، مشيرة أن مازال هناك من يهتمون بالمظاهر ويضعون لها الأولوية، ولن تلقى الفكرة لديهم استجابة كبيرة”.
مؤيد ومعارض
وحول آراء الشباب عن هذه الحملة، في البداية لا تؤيد “سارة حسين” إلغاء الشبكة مطلقاً، فعلى الرغم أنها هدية من الشاب لعروسه إلا أنه لا يمكن إلغائها ولكن من الممكن أن تكون هدية رمزية، فإلغائها سيدفع كثيراً من الشباب إلى سياسة الاستسهال، حتى وإن كان قادر مادياً، وهو ما يجعل الفتاة رخيصة في نظره ولا يقبله العروس أو أهلها.
أما علياء محمد فتقول: “العروس ليست بضاعة كي يقيمها الشاب ويدفع ثمنها ذهباً، فالشبكة في نظري ما هي إلا هدية وليست إجباراً على الشاب، فللأسف عادات وثقافة المجتمع البالية حولت الفتاة من جوهرة ثمينة إلى بضاعة تباع وتشترى لمن يدفع أكثر”.
ومن جانبه، يرى محمد شريف أن الشبكة جزء من عادات موروثة في المجتمع ولا يمكن إلغاءها، ولكن من الممكن عدم المغالاة فيها، حيث يعتبرها مقياساً لمدى كرم العريس وقدرته على تحمل مصاريف الزواج فيما بعد، لكن بشرط ألا يشترط أهل العروس قيمة معينة كي لا تصبح شرطاً تعجيزياً في وجه الشاب.
أما مصطفى سامي، فيؤيد بالطبع فكرة إلغاء الشبكة والتي يراها من وجهة نظره مظاهر كاذبة لا أساس لها، وتكلف الشاب عشرات الآلاف في ذهب يوضع في النهاية بالأدراج، خاصة مع ارتفاع أسعار الذهب، فمن الأفضل أن يتم توفير هذه المبالغ الضخمة من أجل أمور أكثر أهمية وتفيد العروسين بشكل أفضل.
دنيا الوطن
[/JUSTIFY]