* أهمية الأمر المذكور أعلاه هو أنه قد تكون طريقة الزواج صحيحة عند قبيلة وغير مقبولة عند قبيلة أخرى داخل الدينكا نفسها.
* ومن الطرق التي لا تجد الاتفاق وسط الدينكا نفسها، لكنها لها رواج عند البعض بل تعتبر قانونية وصحيحة وعكسها عند البعض الآخر أن ترغمك الفتاة على الزواج منها. وإرغام الفتاة للشاب للزواج منها يأتي غالباً في الأسر التي تعتبر نفسها ذات مكانة سامية في المجتمع من ناحية صيتها وسمعتها ومالها الذي تريد الحفاظ عليه، أنواع تلك الأسر غالباً ما تتعرّض لهذا النوع من الإرغام الاجتماعي عندما تأتي داركم فتاة قد لا تكون على معرفة بها إطلاقاً لكن معرفة أسرة كل منكما للأخرى هي الجاذبة لها، وتوضح سبب حضورها لأهل بيتكم فهي تقول بكل وضوح (لقد اخترت هذه الأسرة بيتاً لي) وهنا يتم سؤالها عن الشخص المقصود بالضبط فتذكر اسمك فتقوم أسرتك بكل اللازم. وبالمناسبة هذا النوع من أخطر أنواع الزيجات، تهديداً للرجل، لأن أسرتك تبالغ في بعض الأحيان في تقديم المطلوب برهاناً لمكانتها الاجتماعية وأنت لا تستطيع الرفض لأن الأسرة قبلت بالفتاة. وحتى لو كانت هناك مآخذ على الفتاة فلا يمكن الرفض تقديراً لأسرتها لأن الرفض هنا يعني رفض أسرتها والمعروف بأن تصرّف أي فتاة بهذه الطريقة غالباً ما يكون وراءه شخص يوحي لها بالفعل والغرض في النهاية ربط الأسرتين بالمصاهرة.
* وكما سبق الاشارة لأصدقاء قلت بأنهم آثروا النقاش في المنبر العام لسودانيز أونلاين، فقد كان الأخ جوك بيونق ألور المقيم حالياً في فنلندا قد تداخل وذكر بأن الهدف من الزواج هو الإنجاب. اتفق معه من ناحية، وأختلف من ناحية أخرى، فمن حيث الاتفاق فالمجتمع عند الدينكا هو من يملك السلطة عليك. وهذا المجتمع ممتد من الأبوين إلى الأسرة ثم العشيرة وغيرها. ولما كانت الظروف السابقة التي يعيشها الناس تتطلب القوة لمجابهة الكثير من الصعاب بداية التعرض لخطر الوحوش والأمراض التي تقتل ما تقتل نهاية بالحروب مع القبائل، لذا فمن واجب الأسرة حث أبناءها على الانجاب بقدر ما يمكن لتوفير الإنتاج والدفاع عن القبيلة والجاه والمكانة الاجتماعية تصنعها القوة في الساعد واليد وصاحب القوة يسمع له. عليه فالرجل مهمته في بعض الأحيان الإنجاب فقط وهؤلاء الأبناء ليسوا ملكاً له إنما هم للأسرة ثم العشيرة فالقبيلة، وكذلك فالزوجة التي تتزوجها أو تتزوجها لغيرك ليست لك إنما مسؤوليتها على الأسرة.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1164- 2009-2-8