:: بتاريخ 5 إبريل 2013، وجهت السلطات السعودية أجهزتها المختصة بمنح العمالة المخالفة لقوانين العمل والإقامة ثلاثة أشهر لتوفيق أوضاعها بحيث لايكون وضع العامل مخالفاً لقوانين العمل والإقامة..وفق البعض أوضاعهم خلال تلك المهلة ولم يوفق البعض الآخر اوضاعه إلى يومنا هذا..وبعد إنتهاء المهلة وما تلتها من أشهر، شرعت سلطات السعودية في تطبيق قوانين العمل والإقامة على المخالفين جميعاً بلا إستثناء..وهنا، لم تتحرك السلطات السودانية – طوال أشهر المهلة – لعمل شئ يوفق أوضاع السودانيين المخالفين بحيثوا يقيموا هناك بلا متاعب أو يعودوا إلى ديارهم طوعاً وبلا ( كشات)..!!
:: وبعد إنتهاء مهلة توفيق الأوضاع وما تلتها من أشهر، أي بعد شروع السلطات هناك في تطبيق قوانين العمل والإقامة على المخالفين، تفاجأت السلطات السودانية – يا دوووب – بأن لديها بالسعودية رعايا بعض أفرادها لم يوفقوا أوضاعهم و أن السلطات السعودية صارت تنفذ فيهم قوانين عملها وإقامتها بالسجن ثم الترحيل..نعم، هكذا تفاجأت السلطات السودانية التي قرأت وسمعت وشاهدت قبل نصف عام ( خبر المهلة)..وفي شهر نوفمبر هذا – أي بعد ثمانية أشهر من تاريخ بداية مهلة الثلاثة أشهر، وبعد شروع السلطات السعودية في تطبيق قوانينها – إنتبهت وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل إلى ما يحدث للسودانين المخالفين هناك، و قررت السفر إلى الرياض لمقابلة السلطات السعودية في أمر العمالة المخالفة..ولكن جزاها الله خيراً إعتذرت السعودية عن إستقبال الوزيرة إشراقة سيد محمود ورفضت مقابلتها بخطاب معناه : ( معليش، نحن ما فاضين)..!!
:: واليوم، في خضم تنفيذ السعودية لقوانين العمل والإقامة على المخالفين بالسجن ثم الترحيل الجماعي، تخرج وزيرة تنمية الموارد والعمل للناس بتصريح فحواه: ( هناك مشاورات مع حكومة السعودية لإعادة استيعاب العمالة السودانية التي تم إرجاعها مؤخراً في وظائفهم بصيغ قانونية ليتسنى لهم العمل مجدداً بالسعودية)، أوهكذا إكتشاف العجلة على الطريقة السودانية..تشاور مع السعودية لإستيعاب العمالة المخالفة للقانون بعد أن توفق تلك العمالة أوضاعها بالإمتثال لنصوص القانون السعودي، أوهكذا الجهد السوداني الخارق المبذول من قبل وزيرة تنمية الموارد والعمل..لو وفق أي عامل – سوداني ولا هندي ولا بنغالي – وضعه حسب القانون السعودي، فالعودة إلى السعودية بغرض العمل ليست بحاجة إلى مشاورات و تصريحات ( شوفوني أنا شغالة).. ومع ذلك، تعكس وزارة تنمية الموارد والعمل تلك الأبجدية بحيث تكون في نظر الرأي العام ( إنجازاً) ..!!
:: ولعكس إنجاز آخر، في شأن العمالة العائدة أيضاً، يقول الأمين العام لجهاز المغتربين : ( إلتقينا بوزير المعادن وتشاورنا في أمر العمالة العائدة وإتفقنا على إستيعاب الكفاءات في مجال التعدين)، أوهكذا تم إكتشاف عجلة أخرى.. فالسواد الأعظم من العمالة العائدة هي المسماة حسب تصنيف الأعمال ب(غير المهرة)، أي الذين تعاقدوا بعقودات مهن لم تكن بحاجة إلى مؤهلات وكفاءات (تربية المواشي نموذجاً)..وإستيعابهم في مجال التعدين ليس بحاجة إلى إجتماعات ومشاورات وتصريحات ( شوفوني أنا شغال)..و كل المطلوب من العائد مكرهاً هو أن يحمل طورية وخيمة وصبارة مياه ومن صالة الوصول مباشرة ( يا خلاء أبوحمد جاتك عمالة عائدة)..هكذا حال العاملين بمناطق التعدين في فيافي البلاد، بلا معاينات أو تأشيرة دخول أو أختام جهاز المغتربين..ومع ذلك، يعكس الدكتور كرار التهامي تلك الأبجدية بحيث تكون في نظر الرأي العام ( إنجازاً)..وعليه، بعد العجز عن فعل أي شئ مفيد ،على السلطات أن تساعد هذه العمالة العائدة بالصمت.. نعم، لقد تم حلب هؤلاء لحد الإفقار بايصالات الضرائب و الجمارك و الرسوم و الأتاوات قبل التشريد، فليس عدلاً إزعاجهم بالثرثرة الشتراء ( بعد التشريد) ..!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]