حسن إسماعيل: دعونا نسأل السؤال العبيط التالي.. هل القوم تحت قبة البرلمان لا يعرفون؟

أصبح برلمان المؤنمر الوطني يزاحم فرقة الهمبريب وتيراب الكوميديا، في استجلاب الضحك ونزع الضحكات من جمهور المتابعين للسياسة والشأن السياسي السوداني.


قبل يومين كان الصحفي النابه مرتضى أحمد، بصحيفة “الخرطوم”، يغطي مع مجموعة مناديب الصحف في البرلمان، أخبار السادة النواب ورئيسهم الفاتح عز الدين، وهم يعلنون عزمهم إعفاء جميع السلع الضرورية من الجمارك، وتطبيق سياسة صفرية الجمارك على عدد كبير من السلع، السادة النواب امتطوا الفارهات الجياد، وقاموا بجولة في الأسواق غشوا ضمن ما غشوا بعض المصانع واستقصوا عن بعض المعيقات التي تعيق عمل تلك المصانع، ووعدوا باتخاذ توصيات واقعية وقابلة للتنفيذ.


تعالوا لنتعرف على بعض الحقائق التي اكتشفها (ماجلان البرلمان) ضمن طوافه على تلك الأسواق والمصانع.. فقد اكتشف النواب ولأول مرة أن الجمارك المفروضة على كثير من السلع تمثل (50 إلى 60%) من أسعارها.. بمعنى أن رطل لبن البدرة إذا كان سعره للمواطن عشرة جنيهات، فإن خمسة منها عبارة عن جمارك، أصحاب تلك المصانع فاجأوا (رُسل البرلمان وملائكة رحمته) بأنهم يدفعون للمحليات أكثر من ستة مسميات للرسوم في الشهر الواحد.


السيد سالم الصافي حجير رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان (جدد) (عزم) البرلمان على إلغاء أي رسوم أو ضرائب غير قانونية وخارج الموازنة، السيد المبجل لم يشرح لنا عبارة رسوم وضرائب غير قانونية.. فهل هنالك ضرائب تفرضها الحركة الشعبية قطاع الشمال؟ أم أن هنالك رسوماً وضرائب تفرضها وتجمعها عصابات الشفتة والنقرز وتذهب إلى جيوبهم مباشرة؟ فكل الضرائب التي تشتعل تحت كل السلع وترفع درجة حرارتها هي ضرائب حكومية مفروضة ومقررة بواسطة مستويات مختلفة من مستويات أجهزة ومؤسسات الحكم سواءً كانت مركزية أو ولائية،

ولكن هؤلاء القوم أصبحوا مغرمين بتفخيم الكلام وإعادة لفه وتوزيعه على أسماع البسطاء (قال جدد العزم قال)!!
 حسنا.. دعونا نسأل السؤال العبيط التالي.. هل القوم تحت قبة البرلمان لا يعرفون بالضبط حجم ومقدار الضرائب المفروضة على كل سلعة؟ وهل هذا يحتاج أن يتجول النواب في الأسواق؟ هذا مضحك ومثير للسخرية في ذات الآن.. المعروف أن كل شخص يستطيع أن يستفسر بضغطة زر يدخل بها إلى موقع الجمارك السودانية فيعرف الفئات الجمركية لكل سلعة ويستطيع كل نائب برلماني عن محليته ودائرته حجم الرسوم التي تفرضها محليته على المصانع والشركات ومنافذ البيع ورسوم اللافتات المضيئة المعلقة على البقالات،

أنا اشك أن السادة البرلمانيين استشعروا طول الجلوس في المقاعد
 الوثيرة، فاختاروا أن (يطلقوا رجليهم) بهذه الجولة الاستكشافيه المدعاة، ولكن لا بأس فقد يقول قائل دعونا نتفاءل بهذه الخطوة وننتظر نتائجها فلعل الخير يكون على أقدام هذا التطواف.
 عزيزي القارئ لن أتركك تنتظر كثيرا وأنت معلق في حبال وعد السادة النواب وترقب قرارهم بإزالة كل رسوم الجمارك على السلع الضرورية ..

لا داعي للانتظار ودعني أقرأ عليك تصريح رئيس القطاع الاقتصادي بالحزب الحاكم، بولاية الخرطوم، الماحي خلف الله، الذي قال بالحرف الواحد.. إن إلغاء الضرائب والجمارك عن تلك السلع أمر مستحيييل.. انتهى. … أنا أقول لك قيادي بالحزب الحاكم.. فلا تقل لي نواب البرلمان.

حسن إسماعيل-صحيفة التيار

Exit mobile version