النهج أيضاً ..« قسمة ونصيب » ..!!

[ALIGN=JUSTIFY]** اللحظة التي منعت فيها سلطات ولاية الخرطوم أبناء كجبار من إحياء ذكرى شهدائهم بنادي المحس ، هي ذات اللحظة التي تابعت فيها سلطات الولاية الشمالية أهل كجبار وهم يحيون ذكرى شهدائهم بكجبار .. اللحظة واحدة ثم الحدث ولكن نهج التعامل الرسمي – مع هذه وتلك – يختلف شكلا ومضمونا ، بحيث يرفض النهج الرسمي هنا إقامة التأبين بنادي المحس ، ليوافق النهج الرسمي هناك على إقامة ذات التأبين بأرض المحس .. الخرطوم أكثر عدة أمنية وعتادا شرطيا من دنقلا ، وكذلك الخرطوم أقل حزنا وأدنى غضبا من دنقلا .. ومع ذلك الخرطوم كانت هى الأوضح توجسا وخوفا فى لحظة تذكر أهل كجبار لشهدائهم – يوم الجمعة الفائتة – ولذا منعتهم من إحياء حفل تأبينهم ، بيد أن دنقلا – أرض الحدث – لم تتوجس من تلك اللحظة أو تخاف منها ، بل مع التصديق لحفل التأبين وصى والي الولاية الشمالية هناك معتمد محلية دلقو بمشاركة أهل كجبار في حفل تأبين شهدائهم وحضور ندوتهم المقامة لذات المناسبة ، وقد فعل المعتمد .. وأقيم الحفل والندوة والمعرض تحت حماية سلطة الولاية وأجهزتها الأمنية وبحضور معتمد المحلية ، وتحدث الجمع الكريم عن مآثر الشهداء وآثار السد ثم انفض ، ولم تسقط ..« حكومة الولاية » ..!!
** لا رغبة لي اليوم في الحديث عن طرائف تفكير ولاية الخرطوم وتعاملها مع الحدث ، فالحديث عن هذا « يطمم البطن » .. ولكن لى شهية مفتوحة تجاه الحديث عما حدث – ويحدث في ملف كجبار- بالولاية الشمالية منذ أن تولى عادل عوض أمر الولاية هناك .. وهى سلسلة أحداث سارة وما حدث يوم الجمعة لم يكن الا احدى حلقاتها .. نعم ، أعلم بأن الأحداث السارة تزعج البعض الذي لايتمنى أن يرى في وجه الوطن حدثا سارا أو يسمع عنه خبرا مفرحا ، فقط يشتهى أن يعيش في برك الدماء وغابات الأشلاء وسط زوابع الكوارث ، العياذ بالله .. وحسب ظني كان هذا البعض يتمنى أن تلغي سلطات الولاية الشمالية حفل تأبين الشهداء حتى يبرز للناس «عضلات نضاله » ، ولولا الحياء لتظاهر هذا البعض أيضا ضد قرار الولاية باقامة حفل التأبين ..هكذا هذا البعض خلق خصيصا للرفض ، يرفض المرفوض حتى يصبح مقبولا ، وحين يصبح كذلك يتمادى في رفضه أيضا .. فالنهج الأشتر ليس ملكا للبعض الحاكم فقط ، فالبعض المعارض أيضا يحتكر ذات النهج .. « والله يكون في عون البلد » .. !!
** المهم .. لم يعد هناك حاجز أوحاجب بين أهل كجبار وسلطات الولاية الشمالية .. هى تذهب اليهم في أريافهم وهم يأتون اليها في عاصمة ولايتهم .. وكذلك لم يعد هناك عداء بين لجنة المناهضة وسلطات الولاية .. حيث رصدت اجتماعا ايجابيا بين هذه وتلك بعاصمة الولاية قبل شهرين تقريبا أسفر عن اتفاقية ذات بنود ايجابية .. للجنة حق مخاطبة المواطنين بما تشاء من ندوات بحرية كاملة لايخالطها اعتقال أو استدعاء ، وكذلك للحكومة مطلق الحرية في تنوير القرى والأرياف دون أن تعرقلها تظاهرة أو مسيرة .. وهكذا الحال هناك ، وماحدث يوم الجمعة جزء من الكل المتفق عليه .. وبتلك الاتفاقية نجحت حكومة الولاية ولجنة المناهضة في استبدال « حالة الإحتقان » بمناخ سياسي ثم اجتماعي معافى ، بحيث يصلح فيه إثراء الحوار العميق حتى يختار أهل المنطقة – بمحض ارادتهم وبلا وصايا – مايرونه خيرا لهم ولمنطقتهم ولكل السودان .. أكرر بمحض إرادتهم ، حيث لم يعد زمان الوعي العام هذا يسمح باعادة بعانخي – في شكل محمد جلال هاشم – ليرفض باسمهم ، وكذلك لايسمح باعادة تنصيب ترهاقا – في هيئة أي حاكم – ليقرر لهم .. فللبسطاء هناك وعي جماعي مستقل بذاته ، يجب محاورته بكل شفافية حتى يقرر « مصلحته » .. وهكذا يتجه الاتجاه العام هناك .. ونأمل أن يتواصل هكذا ..!!
** ثم خبر سار .. الدراسات الميدانية في دال على مشارف النهاية .. نتائجها هى التي تحدد بأن يكون هناك سد أو لا .. و دال ليست منطقة خالية من المواطنين ، ولكن حكومة الولاية سبقت آليات وحدة السدود فى لقاء المواطنين هناك بتوضيح مهام الآليات ووحدتها ، ولم تتبرأ منها أو تنكر مهامها كما فعلت حكومة ميرغني صالح في كجبار قبل المظاهرة وأحداثها .. تخيل والي ولاية « سألوه فى قرية كجبار هناك عن مهام آليات وحدة السدود ، فأجابهم بأنه لايعرف شيئا عنها ولا عن مهامها ، ولا علم لى بمايحدث .. فخرجت المظاهرة » .. هكذا كان نهج ميرغني في دراسات كجبار .. لذا لم يتظاهر أحد في دراسات دال ، ولكنهم يتنافسون فى تقديم واجب الضيافة للفريق العامل .. وصدقا « النهج هو من يصنع الحدث » .. مفرحاً كان أو محزناً ..؟إليكم – الصحافة -الاثنين 16 /6/ 2008م،العدد 5385
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
Exit mobile version