زاهر بخيت الفكي : هيا نرقص ..وقد انفرجت..!!

[JUSTIFY]قالها الزعيم القذافي ومن حائط العزيزية العالي هتف بها عالياً حاثاً أنصاره على الفرح والرقيص والثورة في عنفوانها والثوار على أبواب طرابلس مُبشراً لهم أن أحوالهم تحت السيطرة كما يقول مسؤولونا دائماً كلما ألمت بنا مصيبة وما أكثرها..
هيا نرقص ونفرح نحن وقد انفرجت..

نعم أفرحوا وارقصوا طرباً وقد بات الفرج قريبا.. وقريباً جداً..

حمداً وشكراً لله أن قيض لنا أمثال هؤلاء النواب حُماة مكتسباتنا وسندنا وها هم اليوم يبذلون كثيراً من الجهد من أجلنا، أما نستحق نحن وقد انتخبناهم قبلاً للقيام بمثل هذه المهام الشاقة، هنيئاً لنا بهم..

أسبوع كامل سيقضونه في الأسواق للتقصي عن زيادة الأسعار..

أما يحق لنا أن نفرح ونرقص سعادةً بهم وبما ستحققه جولتهم هذه من نتائج سعيدة تصب جميعها في مصلحتنا..
فقط أسبوع وستُرفع التوصيات للبرلمان ومن بعدها سترون عجباً..

بالمناسبة ماذا عن أسبوع الوالي وقد انتهى..

وما سر الأسابيع دي الفاكنها فينا دي..

(يبدأ البرلمان اعتباراً من أمس الأول “الأحد” ولمدة أسبوع، جولات ميدانية في عدد من الأسواق بالعاصمة الخرطوم، للتقصي والتحقيق في ارتفاع السلع، والوقوف على الأسعار الحالية للحوم والخضر والفاكهة والمواد الغذائية الأخرى، بغرفة المستوردين ومصانع الألبان ومنتجي اللحوم ومصانع الزيوت والصابون، والاطلاع على حجم الضرائب والجمارك والرسوم، المفروضة على هذه المنتجات..)
بالله عليكم ده ما عدم شغلة..

ما كان في داعي للتعب والمشقة دي يا نوابنا.. أسبوع تمام..
لماذا كل هذه المعاناة والخروج للأسواق..؟

دونكم شارع الموردة المجاور لكم ومن هم وقوف فيه اسألوهم عن المعيشة والأسعار ستجدون عندهم ما تبحثون عنه، بل أكثر وحالنا أصلاً لا يحتاج لمن يسأل عنه..

يا نوابنا الكرام هل أنتم بيننا حقاً وتُدركون حجم معاناتنا هذه أم جُدران برلمانكم السميكة هذه حجبتكم عنا وعن رؤية ما نحن فيه من حالٍ بائس لا يسُر، الجاهل في علم السياسة منا يُدرك أن كل هذه القوانين تمر عبركم لتُطبق علينا وقد مرت عبركم قاصمة الظهر الكبرى بموافقتكم على رفع الدعم عن المحروقات وقد توالت الأسعار في الصعود وتوالت أحوال ناخبكم المسكين في الهبوط إلى الهاوية لماذا سمحتم لها بالمرور ولماذا أيدتموها أصلاً.

ما بنا من ضائقة لن تنفرج هكذا والدولة تلوح برفع الدعم المتبقي ورؤوس أموالنا تهرب بعيداً عنا يستمتع بها غيرنا والرسوم والضرائب في ارتفاعها المستمر، ابقوا في أماكنكم وكلكم يُدرك ما نعيشه نحن من رهق وعنت في سبيل توفير الحد الأدنى من العيش الكريم..
هيا نرقص كما الطير يرقص مذبوحاً من الألم..

والله وحده هو المستعان…

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version