الزهور الاصطناعية حلت إذن، مكان الزهور الطبيعية، حيث تشهد الأسواق، لا سيما سوق أم درمان عروضاً مذهلة لهذه الأنواع، حتى تخالها حقيقية فواحة وعطرة، الأمر الذي زاد من إقبال الزبائن عليها، بينما انحسر على المشاتل رغم التطور الذي طرأ على أساليب عرضها وانتقائها لعينات نادرة من الزهور المستوردة.
أغنيات الزهر
صحيح أن كثيراً من المطربين تغنوا للزهور الطبيعية “الزهور والورد شتلوها جوه قلبي” “صباح النور عليك يا زهور” “أنا ما بقطف زهورك بس بعاين بعيوني”، وخلافها من الأغنيات التي لا زالت تفعل أفاعيلها، لكن ومع انحسار تلك من (نرجس، ياسمين، وصباح الخير)، وبروز هذه الصناعية انحسرت بالتالي أغاني (الزهور).
في غرف النوم
كان، لا يكاد أي منزل سوداني يخلو من الزهور الطبيعية الرائعة الفواحة، الآن تبدل الحال وانقلب مع ظهور الزهور البديلة (الصناعية) التي يعتقد الناس أنها تضفي على البيت من الداخل الكثير من لمسات الأناقة والجمال، خاصة وأنها تتيح لهم خيارات كبيرة كأن يضعونها في (غرفة النوم) مثلاً، ومن ثم يمكنهم الغناء “الزهور صاحية وانت نايم” أو كما قالت إحدى اللاتي قابلتهن في محل لبيع الزهور بسوق أم درمان.
وأضافت (هالة عمر) مصرفية (بانكر) على حد تعبيرها، بأن بمقدور السيدات أن يشكلن ويموضعن الزهور الصناعية بأسليب مختلفة وهذا لا يتوفر في الطبيعية. واستطردت قائلة: كما أنها لا تسبب الحساسية ولا تجلب الحشرات، ولا تحتاج لسقيا لماء عدا القليل من الصيانة، كما أنها لا تحتاج عناية فائقة، علاوة على أنها أرخص من نظيرتها.
صباح الخير
من جهته، اعتبر (مرتضى مهدي)، تاجر زهور صناعية بسوق أم درمان، أن للزهور الصناعية ميزات أفضل من الطبيعية، إذ يمكن أن تضعها داخل غرفة النوم، ولا تحتاج إلى الماء وتوفر لك المال. وأضاف: من أشهر أنواع التي يتاجر فيها (فرع الروزة، الفراشة، القرنفل والوردة المقفولة)، وعلق قائلاً: ياحليل زمن الزهور الطبيعية عندما تستيقظ من النوم وتقف أمام زهرة (صباح الخير)، وتسكب عليها الماء فتتفتح ألوانها البيضاء، حينها ينتابك شعور جميل وتتفاءل بهذا اليوم .
محلية ومستوردة
للزهور الصناعية أشكال كثيرة، منها ما هي على هيئة مركب أو سفينة، أو زهور دائرية توضع على الحائط، وهنالك ما هي على شكل شلال، بالإضافة إلى زهرة القصدير الملون التي تستخدم في أعياد الميلاد، وهذه الإقبال عليها كثيراً .
وفي السياق، تحدث مرتضى عن الفازات التي توضع عليها الزهور، فأشار إلى عدة ألوان وأنواع منها كالبرتقالي، البنفسجي، الحرجلي، النمري والبيجي بالبنبي، وتصنع من الكرتون والمشمع ومنها المستوردة والمحلية، مضيفاً أن الزهور الصناعية أصبحت شيئاً أساسياً في جماليات المنزل، وأن أسعارها تتفاوت بين ( جنيهات إلى 60 جنيهاً)، أما سعر الجملة فيبلغ “240” جنيهاً، وأوضح أن الزهور الصناعية اجتاحت السوق والمواطن على إقبال متزايد على شرائها إلا أنها تنافس الطبيعية .
ضد ومع
أشار (عبدالعزيز محمد) أحد تجار الزهور الصناعية إلى أن المواطن صار يفضل الأشياء الجاهزة بما فيها الزهور، حيث لا وقت للعناية والسقيا، لذلك ازداد الإقبال عليها خاصة في الأعياد والمناسبات، وعيد الحب على وجه الخصوص، ويفضلون في ذلك الورود الحمراء.
وقبل أن أغادر السوق تحدثت إلى إحدى السيدات التي كانت تسأل عن بعض أنواع الزهور والفازات، ولما لم تجدها وجهت كلامها إلى البائع قائلة: “ياحليل زمن الأصص والزهور الطبيعية”، ثم التفتت إليَّ مردفة: تصوري أنا بحب الزهور الطبيعية لدرجة أنني كنت أنثرها في في جلسات شاي العصرية. واستطردت: “عندما استنشق رائحتها أشعر بانتعاش، لذلك فعلاقة بالطبيعة والحياة قوية، رغم أنه ليس لديَّ حديقة منزلية، لكن الزهور تبعث في الجمال والتفاؤل، وهذا ما لا تشعرني به الصناعية، واعترضت على قول البعض بأن الطبيعية تحتاج جهد”، مؤكدة أنها بحاجة إلى عناية بسيطة.
إلى ذلك أكدت (تهاني محمد) أن الزهور الطبيعية لا تضيف شيئا إلى المنزل سوى الأوراق المتساقطة، وهي مزعجة وتحتاج إلى نظافة مستمرة. وأردفت: أنا موظفة ليس لديَّ وقت كافٍ للنظافة، لذلك أفضل الصناعية.
اليوم التالي
خ.ي