في مدينة الثورة بأمدرمان التقينا بالجزار إبراهيم عبدالقادر الذي أفادنا بقوله:
شهدت أسعار اللحوم هذه الايام انخفاضاً ملحوظاً ويرجع ذلك لتخوف الناس من الشائعة التي انتشرت بأن هنالك لحوم حمير أو كلاب غزت الأسواق، غير ان هذا الحديث غير صحيح بالاضافة لذلك فان هذه الأيام هي موسم «اللحمة القشاشية» وعندما تنزل السوق تنخفض الاسعار، وأشار ابراهيم الى ان ما قام به بعض ضعاف النفوس من ذبح الحمير وبيعها في السوق هو شيء مؤسف في بلد يتمتع بكميات مهولة من الثروة الحيوانية، موضحاً أن هذه المسألة قد أثرت تأثيراً سلبياً وادت الى ركود في سوق اللحوم واحجام الناس عن شرائها بصفة عامة، وعن كيفية تعرف المواطن العادي على لحوم الحمير وهل هي مختلفة في شكلها عن لحوم الأبقار قال ابراهيم: عن نفسي لم أر من قبل لحم حمير لكن بخبرتي في هذا المجال أستطيع ان اتبين اللحم العادي من غيره فبالتأكيد هنالك اختلاف بينهما، وعموماً فان لحوم الحمير لا توجد في منطقة الثورة واللحوم الموجودة بالأسواق هي لحوم نأخذها بشهادات من السلخانة ومختومة.
وفي سوق بحري التقينا بالتاجر زكريا الأمين عبدالله حيث قال: أسعار اللحوم بها انخفاض هذه الأيام لأن هذه الأيام موسم «اللحمة القشاشية» نسبة لتوفر الاعلاف في فصل الخريف، اما فيما يخص لحوم الحمير قال انه لم ير لحوم حمير من قبل وقد سمع عنها في وسائل الاعلام فقط، لكن بالتأكيد هنالك فرق وشكلها يكون مختلفاً، والتقينا أيضاً بالتاجر جمال عبدالكريم والذي قال: القوى الشرائية للحوم ضعيفة جداً نسبة للشائعات التي يتم تداولها هذه الأيام، عن ان هنالك لحوم حمير بالأسواق وتخوف الناس من ذلك بالاضافة لذلك هنالك موسم «البهائم القشاشية»، واشار الى ان منطقة بحري لا توجد بها لحوم حمير او كلاب وكل اللحوم الموجودة بالسوق هي لحوم ضأن وعجالي صحية وتأتي كلها من السلخانة ومختومة ليس في منطقة سوق بحري فحسب، ولكن كل أحياء بحري تشتري من هذا السوق، وأضاف جمال ان لحوم الحمير تختلف من لحوم الأبقار في ان شكلها مختلف وتتميز بصلابتها ولاتنضج بسهولة وليس عليها ختم، ويوضح جمال بأنهم كجزارين لهم سمعة طيبة في السوق ولا يمكن ان يخسروا سمعتهم وغير ذلك فهم يأكلون هم وأسرهم من هذه اللحوم.
وأكد التاجر نور الدين النور بسوق امبدة الحارة«16» أن هنالك ركود في عملية شراء اللحوم نسبة لما أثير مؤخراً من الشائعة التي تتحدث عن ان هنالك لحوم حمير والذي اعتبرها شائعة لا اساس لها من الصحة، واضاف نور الدين انهم كانوا في السابق يبيعون ما بين ثلاثة الى أربعة ثيران في اليوم لكن الان وبعد سريان هذه الشائعة لا نستطيع ان نبيع لحم ثور واحد في اليوم، بالرغم من قيام مجموعة من الجزارين بنشر تكذيب في احدى الصحف لهذه الشائعة لكن دون جدوى، وناشد نور الدين المسئولين وجهات الاختصاص وضع حد لمثل هذه الشائعات.
لحم حمير و«فراخ فطيس» أما بسوق حلة كوكو بشرق النيل فقد كانت جولة الصحيفة بسوق الخضار واللحوم مختلفة، فقد اكد كل الجزارين الذين التقيناهم ان لحوم الحمير لا تذبح على المكشوف بل هناك اماكن معينة يتم فيها الذبح والسلخ، وغالباً ما يتم ذلك داخل منازل فى احياء مهجورة نائية وبواسطة اشخاص مختصين في ذلك. فلحوم الحمير تأتي للسوق عبارة عن لحمة «جاهزة» وشكلها مختلف عن شكل اللحمة العادية، مؤكدين انه لم يتم بيع أي لحوم حمير في هذا السوق وإنما يتم بيعها في بعض الأسواق بالحاج يوسف، وهناك ايضاً لحوم تباع بسوق «6» لبهائم نافقة وكثيراً ما سمعنا عن الفراخ النافقة بهذا السوق وتحدثت وسائل الاعلام عن ذلك الامر الذى ادى لانخفاض اسعار اللحوم بنسبة «100% » فقد كان سعر كيلو البقري «70» جنيهاً واليوم «35» جنيهاً ورغم ذلك القوة الشرائية ضعيفة جداً «والله كومنا كيمان وبرضو النافع الله» اما الكوارع والكبدة وام فتفت أصبح الجزارون يأخذونها لمنازلهم بعد ان فشلنا فى اقناع الزبائن بانها صحية …وقال أحد الجزارين: السودانيون انطباعيون لمجرد سريان شائعة لحوم الحمير كل الناس «قبلت» على الفراخ والعدس والفول والشيء الذى يجهله المواطن، أن معظم الفراخ المطروحة للبيع «فطيس»، كيف نضمن انها مذبوحة بطريقة صحيحة كل شيء موجود فى هذه الاسواق ولكن الدور والباقي على الاجهزة الرقابية بالدولة.
أضبط.. سلع فاسدة..! في جولة تفقدية عن البحث في عالم بيع اللحوم الفاسدة فوجئنا بمكبرات الصوت تنبه المارة لسلع معروضة بطرق غير سليمة باسعار متدنية مقارنة باسعار السوق بالاضافة الى ان بعضها منتهي الصلاحية الامر الذي يجعل رصدها من اولويات الجهات المختصة، وبالرغم من ذلك نجدها تغزو الاسواق بصورة غريبة وكأن أعين الرقابة قد لا تراها، وما يزيد الامر خطورة ان معظمها غذائية تصل لايدي المواطنين بسهولة نسبة لرخص اسعارها، حيث يصل سعر علبة التونة الى «3» جنيهات بدلاً عن «10» جنيهات، وقد دونت بلاغات عديدة فى مواجهة التجار للحد من انتشار هذه البضائع. يقول بائع متجول متخصص في بيع الساردين والشاي، ان سلعته مضبوطة وبتاريخ انتهاء لمدة سنة وانه لا يتجاوز القانون والاسعار المتدنية لا تعني انها فاسدة بل هى جرد لمحلات تم قفلها اوافلاسها. واضاف نحن نسهل على المواطن مشقة التسوق ونزيح عن كاهله غلاء الاسعار، وان كان هنالك بيع لسلع فاسدة فتاريخ الانتهاء لا يتجاوز الشهرين ولا يؤدي الى ضرر يذكر، ولكننا كباعة متجولين نعاني التهميش والتهم ببيع السلع الفاسدة.
وفي مشهد يوضح استهتار المحلية بأرواح المواطنين رصدنا عدداً من أنواع البسكويت وعلب الصلصة والعصائر المجففة تحمل تواريخ صلاحية باهتة وبعضها مطموس كليا وجزء اخر يوضع عليه ختم يمسح بسهولة او التعديل فيه «على عينك يا محلية». ضحايا تزوير الصلاحية أما المواطن علي محمد- فقد اكد انه تعرض لتسمم قبل اشهر، بسبب شرائه لعلبة تونة من بائع متجول واكد انه انتبه لتاريخ الانتهاء لكنه هنالك تلاعب كبير فى وضع تواريخ الانتهاء نسبة لغياب الضمير والرقابة، وقد علمت من البعض ان هنالك جهات تقوم بطباعة هذه التواريخ فى اختام وبيعها للتجار حتى لا تحدث لهم خسائر جراء التخلص من السلع منتهية الصلاحية.اما المواطنة امل عوض فقد اكدت انها قامت بشراء كريمات ترطيب من بائع متجول وبعد استخدامها تعرضت لتشويه وامراض جلدية لم تتعافى منها الا بشق الانفس، واضافت انها كانت بصدد فتح بلاغ ضد التاجر الا انه انكر ذلك، في افادة قدمتها احدى السيدات التى تعمل فى رياض الاطفال، انها قامت بشراء عدد من علب الحلوى والساردين منتهية الصلاحية دون علمها، ما ادى لتعرض عدد كبير من الاطفال لتسمم مفاجئ افقدها عملها وتعرضت لفتح بلاغ في مواجهتها. اعتراف مسؤول وبالرجوع للجهة المختصة لتقييم حجم الكارثة التي تهدد حياة الملايين ومعرفة الحقيقة لإزالة اللبس والغموض وتوضيح الحقائق للرأي العام، وصف خبير مختص القانون بالمتهاون مع من يخالفون القانون ببيع السلع الفاسدة، سواء كانت لحوم معلبة أو ساردين او غيرها من السلع، واعتبر ان هؤلاء التجار يرتكبون جرائم القتل ٍالعمد ببيع هذه السميات في غفلة المواطن لا سيما الذي يجهل القراءة والكتابة، واعتبر ان الغرامة لا تسوي شيئاً مقابل الارواح التي تزهق، واعتبر ان الدور الرقابي للمحليات ضعيف جداً بجانب ضعف الامكانيات وانعدام وسائل النقل لاتيام التفتيش والتي يفترض ان تكون على مدار«24» ساعة. واستنكر عباس الذبح «الكيري» داعياً الى فرض عقوبات رادعة للحد من هذه الاشكالات، كما دعا الى ضرورة تفعيل دور المحليات في الرقابة ورفع تقارير يومية للمعتمدين مباشرة وباشراف الاطباء البيطريين في مسألة اللحوم الحمراء التي اعتبرها من اهم المكونات التي يعتمد عليها عامة الشعب السوداني، واضاف انهم كحماية مستهلك قاموا بالعديد من الحملات لخفض اسعار اللحوم، منها حملة «الغالي متروك» والتي ادت دورها على الوجه الاكمل داعياً الى المزيد من الحملات. مضيفاً ان مسألة شائعة لحوم الحمير هي مسألة واردة نسبة لضعف الرقابة وتهاون القانون.
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]