بهدوء شديد ووسط ثنايا تصريحات ثلاثة، قال السيد والي القضارف أمس إن لجنة التحقيق التي كونت عقب حادثة مصرع الـ (15) مواطناً سودانياً بعد إنهيار حائط عليهم أثناء التقديم لإجراءات الحج في يونيو الماضي، خلصت إلى أن الحادث قضاء وقدر وأنه ناتج عن تدافع طبيعي كالذي يحدث في رمي الجمرات.. مشيراً إلى أن الولاية ستبدأ دفع الديات لأسر الضحايا قريباً!!. ولأننا مسلمون مؤمنون بأنه لكل أجل كتاب، نتفق تماماً مع السيد الوالي بأن الحادث قضاء وقدر، لكن بفهم أن كل نفس ذائقة الموت وتتعدد الأسباب والموت واحد!!.. لكن هذا لا يعفي ولا يمنع أن هناك أحداً ما مسؤول مسؤولية تامة عن الذي حدث، لأن الترتيب والتنظيم والتخطيط لإجراءات الحج ينبغي أن تقوم به وزارة معينة بكل مدرائها وموظفيها ومنسوبيها، وكأن هذه الوزارة التي (تجبي) الملايين من هؤلاء الحجاج الذين يطفحون الدم ويربطون بطونهم شوقاً لزيارة قبر المصطفى صل الله عليه وسلم، كأنها لا يهمها كيف وبأي وسيلة يكمل هؤلاء الحجاج- ومعظمهم من كبار السن- إجراءات حجهم.. بدليل أن الحادثة وقعت في مدرسة أسوارها آيلة للسقوط، فلماذا لم تحترم آدميتهم وتكون لهيئة الحج في الولاية مباني محترمة تقدم من خلالها خدماتها لهم، ونحن تعودنا في كثير من أماكن الخدمة ومنافذ الدولة التي تتعامل فيها مع المواطن أن لا تجد حتى حفاظة «موية تشرب منها» والجهة التي يتزاحم فيها هؤلاء المواطنون تشرب من دمهم وعرقهم دون أن ترتوي!!… والسيد الوالي قال مبرراً الحادثة إن اللجنة خلصت إلى أن الموت الجماعي حدث نتيجة للتدافع الذي يحدث في رمي الجمرات، وهو لعمري قول مضحك لأن رمي الجمرات نفسه الذي يشهده الملايين لم يمت فيه خمسة عشر حاجاً مرة واحدة، وبالتالي فإن اللجنة الكريمة قيدت الحادثة ضد القضاء والقدر، الذي هو الجاني الوحيد في معظم إن لم يكن في كل الحوادث والاخفاقات، والجرائم التي تحدث في حق المواطن، وطالما أن المجرم القضاء والقدر سيظل شماعة الأخطاء، فلا تتعشموا في طريق سريع تراقبه الرادارات أو تحفه عربات الإسعاف ولا تنتظروا مبنى آيل للسقوط سيهتم أحد بترميمه على وجه السرعة، ولا تنتظروا قفل حفرة صرف صحي مفتوحة بشهية لاصطياد عابري الطريق، ولا تنتظروا مصرفاً مسدوداً سيفتح في وجه السيول حتى لا تغشى البيوت الآمنة وتواسيها على وجه الأرض، لا تنتظروا شيئاً من ذلك سيحدث طالما أن التبرير جاهز والمجرم لا يغرم ولا يسجن!! حد فينا يقدر يعاقب القضاء والقدر؟!..
كلمة عزيزة:الحكومة الآن بعد أن وقف حمارها في العقبة وأعيتها الحيل تفكر جادة في تعميم تجربة الخبز المخلوط قمحاً وذرة كحل بديل للخبز صافي القمح، لأنها وعلى حد حديث مسؤوليها لا تستطيع أن تدعم استيراد القمح!.. طيب يا عباقرة بدلاً من أن تطعموا أطفالنا (نصيبة) بها مادة رابطة جايبنها من الصين أليس بالإمكان أن تزرعوا المساحات الشاسعة الممتدة شرقاً وغرباً بقمح زي لون الدهب لا فيه شق لا طق، يطعمنا ويفيض عن حاجاتنا فنطعم جيراننا أيضاً ولا أنتو جارين على الساهل الفيه استيراد (مادة رابطة) لها سماسرتها وتجارها الذين سيتحكمون في عطائها عليكم الله بعد الخبز المخلوط ذرة أعملوا لينا الخبز المخلوط هواء!! والله في!.
كلمة أعز:إذا كانت الوزيرة إشراقة قالت أو لم تقل ما نسب اليها من حديث عن الراحل الزعيم الشريف زين العابدين الهندي، لم يكن مناسباً ولا جميلاً العبارة التي وردت في بيان إصلاحي الحزب الاتحادي الديمقراطي أن الشريف انتشل إشراقة من العامة إلى مصاف الصفوة!! وهذا يشكك في أحقية الشابة للمنصب الذي وصلت إليه، ويفتح المجال للتساؤل؟.. كيف يتمرحل ويتدرج البعض داخل الأحزاب السياسية؟.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]