الجزائر (رويترز) – دعا زعيم سابق في الجماعات الاسلامية المسلحة في الجزائر اعضاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الى القاء اسلحتهم فيما وصفه خبراء امنيون بانه جزء من استراتيجية الحكومة لشق صفوف المتمردين.
ويبدو زعماء الجزائر حريصين على وضع حد للتمرد الذي نشر الاضطراب لنحو 20 عاما في هذه الدولة المنتجة للنفط والغاز في شمال افريقيا.
ويقول المراقبون ان حملة امنية ادت الى انخفاض حاد في الهجمات وتحاول السلطات الان اقناع المترددين في صفوف تنظيم القاعدة بقبول عرض العفو المطروح منذ فترة طويلة.
ونشر نداء الى المتمردين من عماري سيفي الشخصية البارزة سابقا في الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي غيرت اسمها الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي يوم السبت في عدد من الصحف.
وقال سيفي المعروف ايضا باسم عبد الرزاق الباره في ندائه ان العمل المسلح جاء بالالم والمعاناة للشعب والحقيقة ان مثل هذه الاعمال ليس له علاقة بالاسلام.
ولم يوجه الزعيم المتشدد السابق الذي اشرف على خطف 32 من السياح الاوروبيين في عام 2003 اي نداء علني من قبل الى المتمردين بالاستسلام.
وصدرت نداءات مماثلة في الشهر الماضي من جانب حسن حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال ومدير الدعاية السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مسعود عبد القادر.
وقال رجل دين بارز عرض التوسط بين الحكومة والمتمردين ان النداءات تستهدف عناصر من متشددي القاعدة يقفون في الوسط بين المتطرفين وبين المقاتلين السابقين الذين سلموا انفسهم.
ويقول محللون امنيون ان هذه المجموعة من العناصر التي تقع في الوسط زاد عددها منذ قتل عدد من شخصيات القاعدة او اعتقلوا مما اضر بقدرة الجماعة على شن هجمات رئيسية.
وقال الشيخ زيراوي حمداش لرويترز ان من الواضح ان النداءات التي يوجهها زعماء المتشددين السابقين تركز على عناصر مترددة داخل تنظيم القاعدة وهي كثيرة العدد لكن النداءات لن يكون لها تأثير على المتطرفين.
ولا يعرف احد مكان وجود قدامى المتشددين السابقين الثلاثة الذين دعوا المتمردين الى تسليم انفسهم وليس من الواضح طبيعة الظروف التي وجهوا هذه النداءات من خلالها.
واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان الجزائر باستخدام التعذيب ضد المتشددين وتنفي الجزائر هذه المزاعم. وتلقى بعض المتشددين الذين سلموا انفسهم مساعدات مالية وغيرها من الحكومة بموجب شروط العفو.
وعرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة العفو في عام 2006 على المتمردين الذين يقبلون التوقف عن القتال بشرط الا يكونوا مشاركين في مجازر جماعية او اعمال اغتصاب او تفجيرات للاماكن العامة.
وترك بضعة مئات مخابئهم في الجبال وعادوا الى الانضمام الى المجتمع منذ اعلان العفو. لكن العناصر المتطرفة من مقاتلي القاعدة رفضوا العرض واستمروا في القيام بعمليات تفجير وكمائن متفرقة.
وقالت سليمة تلمساني الصحفية الجزائرية المتخصصة في الشؤون الامنية ان نداءات التسليم لن يكون لها تأثير على المتطرفين المحيطين بزعيم التنظيم عبد الملك درودكل.
وقالت لرويترز إن هؤلاء (زعماء التمرد السابقين) لا يملكون الثقل ولا النفوذ اللازمين لاقناع زعماء تنظيم القاعدة الحاليين بالقاء سلاحهم وكل ما يريدون هو ايجاد وسيلة للهروب من العدالة.
ولم تكشف الحكومة الجزائرية عما اذا كان اي من المتشددين استسلم استجابة للنداءات التي وجهها قدامى الزعماء المتشددين.