* إذا كان اهتمامنا – معشر النساء – بشكلنا ومظهرنا الخارجي ينبع من فطرتنا وطبيعتنا التي جُبلنا عليها، فإن الرجال أيضاً أصبحوا يهتمون بأناقتهم كثيراً وفقاً لمتطلبات العصر وإيقاع أيامنا هذه. وكلما رأيت رجلاً أنيقاً تبادر إلى ذهني سؤال منطقي: من هو المسؤول عن أناقة هذا الرجل؟ هو نفسه، أم زوجته، أم كلاهما؟!
* بعض النساء، يتضايقن من أناقة أزواجهن، ويظهر ذلك واضحاً على وجوههن كلما رأيْن أزواجهن يولون مظهرهم اهتماماً زائداً ويحرصون على الظهور في أبهى حُلّة، تبدأ الواحدة في التذمُّر وملاحقة زوجها بالعديد من الأسئلة “التجريمية” وكأنما اهتمامه بمظهره هذا دليل على إقدامه على أمر ما يُثير الظنون.
* وأنا لا أستبعد ذلك على معشر الرجال، ولكن هذا لا يعني أنه لزام على كل زوج أن يظل أشعث أغبر ليؤكد لزوجته مدى حبه وإخلاصه لها، والعكس ليس صحيحاً بالضرورة.
وأحسب أن واحداً من أدوارنا المهمة كزوجات الاهتمام بمظهر أزواجنا وترتيب “دواليبهم” وتوفير ما يلزمهم ليبدوا أحدهم في شكل لائق، ويُقال في مجتمع الرجال: “إذا رأيت صديقك – الذي اعتدت على رؤية شعره المنكوش وملابسه المكرفسة – وقد أصبح أنيقاً صبوح الوجه، فاعلم أنه تزوَّج”! وفي مجتمع الرجال أيضاً هناك اعتقاد سائد بأن زيادة وزن الرجل وتباعد فترات لقائه لأصدقائه دليل على سعادته الزوجية واستقراره.
* وبهذا يكون أسهل ما بالإمكان أن تُدلل الواحدة منا على مدى نجاحها كزوجة وبراعتها كامرأة.
* إذاً، زوجك هو عنوانك.. ومظهره هو المقياس الحقيقي لمدى سيطرتك على الأمور وتفوقك في أداء مهامك الزوجية بنجاح، فماذا يُضيرُك إذا أوليت زوجك المزيد من الاهتمام بملابسه وشعره وعطره وخصوصاً حذائه؟ فكما هو معروف في العرف الفرنسي- حيث تبدأ وتنتهي الإناقة – فإن أناقة الرجل تبدأ بحذائه. ولا يتطلّب منك الأمر سوى استعمال مواهبك الفطرية في مجانسة الألوان وتقديم بعض النصائح البسيطة كضرورة زيارته “للحلاق” أو إقناعه بأن استخدام الكريمات المرطبة لا يُقلل من رجولته، وإصرارك على أن يعمد لتلميع حذائه باستمرار، وإرغامه على استخدام عطر معيّن يتناسب مع طبيعة جسمه وشخصيته باستمرار.
* بعدها.. إذا رأيت في نفسك امتعاضاً وشعوراً بعدم الارتياح لأن زوجك أصبح أنيقاً ومثيراً للإعجاب، فاجتهدي في طرد هذا الخاطر الهدام ولا تتواني في المُضي قُدماً في ما بدأتِ القيام به من عمل طيّب، فالرجل محسوب عليك وإهمالك له لن يمنعه من القيام بما لا تحبين – إذا كان هو مهيأ لذلك أصلاً. وكم من نساء يقبلن بأي رجل وكيفما كان، فاجعلي زوجك عنواناً رئيساً برّاقاً لشخصيتك وما تبذلينه من جهد في العناية بتفاصيله، فهذا سيُرغمه على احترامك وسيجعل كل من حوله على يقين تام من أنك امرأة مثالية ليس فيها ما يُعيب أو يتطلّب الهجران وبهذا (تقفلين) أمامه الطريق نحو (التلاعب بذيله) بذريعة أنه مُهمل وغير مرتاح.
أما إذا أصرّ على العبث خارج حدود مملكتك فلا تغيري مبادئك و”أعملي العليك” واجعليه على الأقل رجلاً أنيقاً نظيف المظهر، أما أمر المخبر فاحتسبيه عند الله.
* تلويح: زوجك عنوانك… فاحرصى على أن يكون عنواناً واضحاً يليق بك.. [/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي