وجوه سودانية: صالح الضي.. تبويب الحب وفهرسة العشق

[JUSTIFY]يحيلك وجهه المُستدير الطفولي، ومحياه الطلق المبتسم إلى العبارة الشهيرة التي تطرب الكردفانيين طراً (كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره)، فما أن تتملى تفاصيله حتى تجزم أنه ابن هذه العبارة بامتياز.

ولد الفنان الراحل صالح الضي بمدينة بارا 1936م، ثم انتقل إلى الأبيض وهو في السابعة فدرس بها الأولية، واكتفى بذلك مفضلاً العمل بالنجارة، حتى أصبح أشهر النجارين بالمدينة.

(1)

لكنه قلق المبدعين دفعه بعد رحيل والده إلى الرحيل شرقاً فاتخذ (بورتسودان) مقاماً مؤقتاً ليتركها ميمماً شطر (أم درمان)، لكن عروس البحر ظلت تسيطر على وجدانه، فقد تفجرت فيها موهبته واشتهر كمطرب لا يُضارع، صوتاً وأداءً.

رحل الرجل ذو التقاطيع الطفولية البهية إلى القاهرة ليدرس الموسيقة على خطى من سبقوه مثل العاقب، سيد خليفة، وغيرهما، ثم ما لبث وانخرط في الحياة المصرية وغرق فيها حتى أذنية، فشارك بالغناء في أوبريت الجلاء وانضم إلى عديد الفرق الغنائية.

(2)

ظل (صالح الضي) يرفد الوجدان السوداني، بدُرر الغناء وعطر الكلم، ظل يفعل ذلك بذات الابتسامة والوجة الطليق، وإلى أن رحل في العام 1985م، قدم (الضي) من الأغنيات أبواباً وفصولاً من الحب، وفهارساً للعشق (أوعك تخلف الميعاد، يا جميل يا حلو، يا عينيا، ليالي الحب، الميعاد، شريك حياتي، عيش معاي الحب، بتتغير، نحن ما ناسك، اللقاء المستحيل، ضاحك المقل، سنتحد، يا طير يا ماشي لأهلنا)، وخلافها من عشرات الأغنيات وعشرات الشعراء، من أبي آمنة حامد والحلنقي، إلى محجوب شريف.

اليوم التالي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version