ü خارت قواه ما أن رأى حبل المشنقة متدلياً أمامه وهو الذي كان يُلقب بـ(الأسد) من شدة بأسه وبطشه وقوته..
ü فقد كان ذا (عافية) بادية للعيان بحكم عمله كجزار يتخير من اللحم أطيبه..
ü وتراءى منظر المرأة المضرجة بدمائها أمامه في تلكم اللحظات والسكين التي انتزعها من أحشائها تقطر دماً..
ü وقُبض عليه متلبساً بـ(المنظر) ذاك ولم تُجد محاولاته كافة لدرء جريمة القتل عن نفسه..
ü فعبثاً حاول أن يقنع الناس، ثم الشرطة، ثم المحكمة بأنه عثر على المرأة تلك مطعونةً وسعى الى إسعافها ليُقبض عليه- وهو في الحالة تلك- لينجو القاتل بفعلته..
ü انتشله من شروده الذهني صوت أجش يأمره بأن يصعد الدرجة الأخيرة كيما يُوضع على وجهه القناع الأسود..
ü ثم حين لم يبق سوى (التنفيذ) سُئل إن كان لديه ما يود أن يقوله فأجاب صائحاً: (نعم، نعم، نعم)..
ü وطفق يروي قصة أذهلت الحاضرين جميعاً في تلكم اللحظات..
nقصة وقائعها حدثت قبل سنواتٍ طويلة خلت..
ü قبل قصة المرأة التي أُتهم بقتلها بنحو عشرين عاماً..
ü قال إنه كان يعمل (مراكبياً) قبل أن يمتهن مهنة الجزارة..
ü وفي يوم أبصر امرأةً ذات جمالٍ مدهش بين الراكبين القاصدين الضفة الشرقية فسألها إن كانت ستعود إلى الضفة الأخرى في اليوم ذاته فأومأت بالإيجاب..
ü وعندما عادت عصراً- وقد كان المراكبي ينتظرها بفارغ الصبر- لم يصدق أنه لم يكن هنالك من عابرين سواها..
ü فتعجل- من ثم- دخولها إلى المركب قبل أن يظهر عابر آخر..
ü وفي عرض النهر فاتحها برغبته في الزواج منها بما أنه- حسب قوله- قد عشقها من النظرة الأولى..
ü وكم كانت صدمته عنيفة- يقول الذي لم يكن بينه وبين حبل المشنقة سوى ذراع- حين صدته بقسوة مشيرةً إلى أن جمالها مُدخرٌ لمن (يستحقه)..
ü وكل الذي يذكره بعد ذلك أن الدنيا إسودَّت أمام عينيه رغم إن الشمس لم تغرب بعد..
ü فلما أفاق لم (تكن) المرأة داخل المركب وإنما قطرات من الدماء توحي بالذي حدث..
ü لقد كان السواد ذاك هو سواد الغضب- يقول الجزار- بفعل الشيطان..
ü ثم يخطو نحو الحبل المتدلي وهو يغمغم قائلاً: (هذه بتلك، وابحثوا عن القاتل الحقيقي للمرأة التي اُشنق بسببها الآن)..
ü ويردف سريعاً وهو يلتفت نحو الحاضرين: (بالمناسبة؛ قاتل النفس لا ينام أبداً بفعل الكوابيس التي لا تفارقه ليلة واحدة في هيئة ضحيته)..
ü والقصة (الحقيقية) هذه- للعلم- حدثت وقائعها بأرض الرافدين في زمانٍ مضى ونهديها لكل من يظن أن جرائمه تسقط بالتقادم ..
ü وعنوانها الذي يتداوله الناس إلى يومنا هذا هو عنوان كلمتنا هذه ذاته..
ü أي؛ عدالة السماء!!!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة