أما على مستوى الداخل، فمعلوم بالضرورة أنَّ السودان بلد (سني)، ومعرفة أهله بالشيعة وأفكارهم حديثة ومحدودة ، ومن الغريب أنَّ الشيعة في السودان لا عدد لهم مذكور وموثق، بينما هم في السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر بمئات الآلاف !!!
وفي مصر، الشيعة عددهم أكبر من شيعة السودان المحتملين!!
إذن..لا أثر سلبي متوقع من إغلاق منافذ الدعوة للتشيع المتمثلة في المستشارية الثقافية الإيرانية، بل ترحيب حار من الغالبية الغالبة بين فئات الشعب السوداني المحب لرسولنا “محمد”، صلى الله عليه وسلم، المتبتل في سيرة الصديق “أبوبكر”، المتيم بجسارة وعدالة الفاروق “عمر”، المستشهد بـ”علي الكرار” و “ذي النورين عثمان”.
ومما لاشك فيه أنَّ الحكومة أحرزت (هدفاً دبلوماسياً) خاطفاً بهذا، يشبه (قون الدقائق الأخيرة)!! والحكومة بالتأكيد في مرحلة أخيرة ونهاية دورة انتخابية طويلة عمرها خمس سنوات.
هذا (الهدف) الذهبي جاء مباغتاً للداخل والخارج، ملعوباً ومخدوماً وفناناً، وأنا لم أخفِ يوماً عدم قناعتي بالقيمة الإستراتيجية لعلاقاتنا مع “إيران”، وأنها ظلت خصماً علينا، و وبالاً على علاقاتنا الاقتصادية والدبلوماسية مع (العرب) و(العجم)، ما أدخل السودان في (جحر ضب) وبدون مقابل، ولا قضية مذهبية واحدة ولا فكرة (مبدئية) معلومة، فاتصالات إيران مع أوربا وأمريكا وحتى اللوبيات الصهيونية يشوبها الغموض، وهم قادرون على تجاوز العقوبات الرمزية بينما نحن عاجزون.. لا نستطيع!!
لا مكان للتشيع في السودان، هذا شعب رئيسه “عمر”، وأنتم تقولون في ” الخليفة عمر” ما لا يجوز في حق أمير المؤمنين الذي عدل فنام تحت ظل شجرة.
أحسنت الحكومة.. أحسنت الخارجية.
بقي أن تقدم دول الحصار (الخليجي) (الأحد) بعد أن قدمنا (السبت)..
يجب أن تفتح هذه الدول بنوكها وشركاتها المالية الكبرى للتحويلات من وإلى السودان.. يجب أن تتجه المزيد من رؤوس الأموال السعودية والإماراتية إلى هنا.
المجهر السياسي
خ.ي