* لا أنكر أن ثقافتي الكروية ضعيفة، لكنني لست بعيدا عن لعبة كرة القدم، هذه اللعبة الأكثر جماهيرية، وقد لعبت في فريق الأسكلا (الحي) ببور تسودان، لكنني لم أكن حريفا، حيث كنت ألعب “ضفاري” إذا صح التعبير.
* شغلتني أمور كثيرة عن متابعة مباريات كرة القدم، قبل أن تستغرقني “الصحافة”، في بحرها الذي لا حدود لشواطئه، لكنني كلما أجدّ فرصة لمشاهدة بعض المباريات الساخنة أشاهدها، خاصة عندما يجذبني صياح الأولاد، لحظة دخول الهدف في شباك الخصم، ولا أخفي أنني أشجع المريخ بلا تعصب، ولا أنكر أن الموردة “بتلعب”.
* قليلا ما أكتب عن كرة القدم، ولا أنسى ذات مرة كتبت في جريدة “المريخ”، في زمن مضى عن فريق الموردة، فما كان من صديقي القديم محمد أحمد دسوقي إلا وشنّ عليّ هجمة مرتدة، لا أعرف سببها حتى الآن، أثارت تساؤلات الأصدقاء وحيرتهم.
* منذ ذلك اليوم قررت ألا أكتب في الرياضة، إلى أن حرضني عبر “الفيس بوك” صلاح شكوكو على الكتابة عن هبوط شيخ الأندية الرياضية، فريق الموردة، عقب خسارته أمام الهلال بهدفين دون مقابل، الأمر الذي أدى إلى هبوطه من الدوري الممتاز.
* هذه هي المرة الأولى التي يهبط فيها فريق الموردة من الدوري الممتاز، بعد أن كان أحد أضلاع نجوم الكرة السودانية الثلاثة- المريخ، الهلال، الموردة-، وبذلك يفقد الدوري الممتاز نكهة الموردة، التي كانت تؤثر بصورة مباشرة في نتائج المباريات الختامية للدوري الممتاز.
* عرفت الكرة السودانية في العاصمة بنجومها الثلاثة، الذين كانوا في الغالب الأعم يتنافسون في نهائيات الدوري، وستخسر الملاعب نكهة الموردة، التي اشتهرت بالعبارة التي ارتبطت بها (الموردة بتلعب)، كما اشتهر مشجعوها بالمقولة المعروفة عنهم (المابي الغلب يبقى عاشق الهلب).
* إنني إذ أشاطر عشاق “الهلب” في السودان عامة، وفي حي الموردة بصفة خاصة، حزنهم المرّ على هذا الهبوط الاضطراري، أرى أن هذا الهبوط يستحق وقفة خاصة، من أبناء حي الموردة، الذي ارتبط الفريق باسم حيهم العريق، وأن يجلسوا مع أنفسهم؛ ليدرسوا أسباب هذا الهبوط، الذي يتحملون بعض مسؤوليته.
* صحيح أن فريق الموردة ارتبط بحي الموردة، وبـ “القراقير”، لكنه أصبح فريقا قوميا، يضم كل ألوان الطيف السوداني، لكنه لم يجدّ الدعم اللازم لرعايته والاهتمام به، وأتساءل لماذا لم يجد فريق الموردة الدعم اللازم؟ خاصة من عشاق الهلب من الأثرياء، وفي نفس الوقت أسأل أبناء الموردة من الإداريين، لماذا لم يحافظوا على قياداتهم، ذات الوزن المالي التي كانت تدعم الموردة ؟!!.
* عزاء عشاق الهلب أن “الكورة” “مدورة”، لا تستقر على حال، وإن الأيام “دول”، وأن الموردة “بتلعب”، وأن مكانها سيظل شاغرا، إلى أن تعود إليه، كما كانت في قمة دوري الممتاز.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]