غابات مد البصر
الشريط الغابي لمناطق الرهد ومركزها الحواتة يكاد يلف المدينة بثوب أخضر أخاذ يجعل منها عروسة كامل الحسن والمنظر، إذ تتعد أسماء الغابات بتفاوت مساحاتها.
ومن أشهر الغابات: غابة ودبتون جنوب الحواتة بمساحة 40 فداناً، وغابة فرش العنبة 600 فدان، وغابات شمال وشرق الحواتة مثل العطشان وأم جرة وود البشير وود الشاعر وأم بروش وغيرها .
معجزة طبيعية
وتشكل هذه الغابات ثروة بيئية واقتصادية عظيمة النفع للسودان، حيث ظلت أشجار السنط التي تغزو تلك الغابات معجزة طبيعية عصية عن التغيير والاندثار، بالرغم من تكالب أيادي الإبادة من كل صوب وحدب، فإن لم تسلم الغابات من (منشار) الحكومة كما يُطلق على أكبر ورش تصنيع الأخشاب بمنطقتي (ود مسكين والحواتة)، فإن الغابات قد لا تسلم من تعدي الأهالي عليها بالقطع العشوائي لأشجارها.
تجارة المتر
حيث يعتمد نشاطهم الاقتصادي عليها بجانب الزراعة طبعاً، وشهدت سنوات ازدهار الحواتة تجارة (المتر) حيث تتكالب مدن السودان قاطبة في التجارة في منتوج غابات الحواتة سواء أكان لأخشاب الأثاث أو لحطب الوقود أو البناء وغيرها من الأغراض التي يستغل فيها منتوج الحواتة الغابي. ونظراً لهذا الواقع الجديد رصد برنامج مكافحة التصحر بالأمم المتحدة (انسو) مبالغ طائلة للقضاء على التصحر بتكليف مشرفين لهذا الأمر.
جفاف وتصحر
ومؤخراً يشتكي أهالي الحواتة من سلوك إدارة المشرفين في تفريطهم في غابات: أم جرة، أم جمينا وودالبشير، والأخيرة ركز عليها برنامج التصحر برصد ميزانية معتبرة نظير استزراع أشجار الطلح والهشاب والكتر لإعادة الخضر والتوازن البيئي في المدينة.
وفي الصدد يقول محمد إبراهيم محمد حمزة، أحد مزارعي الحواتة، إن نظام (التونجة) بإيجار الغابات لزراعة الحبوب كالذرة والسمسم وغيرها كان على حساب زراعة الهشاب والطلح والكتر، الأمر الذي جعل الغابات الثلاث تعيش حالة من الجفاف والتصحر وأثر ذلك بالطبع على البيئة، وبالتالي ستخسر الدولة وتفقد مورد الصمغ العربي المنتج من أشجارها، الذي يدر على الدولة العملة الصعبة (الدولار) وغيره.
اليوم التالي
خ.ي