زاهر بخيت الفكى : تريث قليلاً يا هذا ..!!

[JUSTIFY]كتبتُ وقد أدركتُ يومَ كتابتي ..بأنّ(يدي)تفنى ويبقى كتابُهـافإنْ كتبتْ خيراً ستُجزى بمثله وإنْ كتبتْ شرّاً عليها حسابُها سهلةٌ هى الكتابة للتنفيس عن غضبٍ من جارح قولٍ تفوه به أو كتبه من يُخالفك فى رأىٍ ربما أصابته شظية منه سرعان ما نلجأ للكتابة نبُث فيها ما نُريد أن نُنفس به عن أنفسنا ثم ننشره لتهدأ به أنفسنا وتستقر بكتاباتنا التى عادةً لا تكن محمودة العواقب ، طالما ما كُتب ونُشر إعلامياً عبارة عن صراع شخصى مشحون بعبارات الإساءة والتجريح مما يسئ ويحفز الطرف الآخر للدفاع عن نفسه ربما بإسلوب لا يخلو من عنف وتوبيخ..

بعضاً من كتاباتنا أصبحت تشبه مجالس الغيبة والنميمة التي يدّعى مُدمنوها أنه لا يحلو مجلس بدونها ، ولكنها صارت مع الأسف مجالس غيبة مفتوحة على نطاق واسع ، فبعد أن كانت هذه الغيبة والنميمة تُرتكب في الخلوات وفي غرف مغلقة بين عدد محدود من الناس تحوّلت إلى (غيبة) على مستوى الإعلام والفضاء الالكتروني الواسع ..

أصبحت (الكتابة) عند البعض منا أداة لتدمير وقتل العلاقات الاجتماعية والإنسانية لفئات المجتمع المخالفة والمختلفة ويبدو أنّ المفلسين من الكتّاب والمغرضين منهم ، ضلّوا عن السبيل للتنفيس عن عُقدِهم النفسية ولو على حساب حُرمة العلاقات الإنسانية ، فلا يتورّع أحدهم عن وصف المختلف عنه في العرق أو الدين أو المذهب أو حتى المظهر بأقبح النعوت، والفتك به إجتماعياً وأخلاقيا.

ما بين الكتابة والشفاهة مساحات للتريّث والحكمة ، فما يُقبل من المتحدّث الغاضب يصعب قبوله من الكاتب وإن كان منفعلاً لأنّ اللسان قد يسبق صاحبه إن كان غاضباً فيتلفظ بما قد يندم عليه بعد أن تهدأ ثورته ، بينما لدى الكاتب فرصة تقليب وتنقيح ما كتب قبل أن يُنشر، فيحلو للبعض أن يجعل من هذه المساحة المتاحة للتعبير عن رأيه مساحة للرد على من خالفوه وبثّ خواطره وانفعالاته الشخصية ، يريد بذلك أن يُفرِج عن نفسه ولا أحد يعلم ما هي الرسالة التي يريد إيصالها للقارئ.
وما دخل القارئ بخلافاتك الخاصة ؟

دونك ما ينشر أخى القارئ العزيز وكثيرٌ مما يُنشر لا يستحق أن تبذُل من أجله مال ولا جهد..

قيل الكثير عن الكتابة وقيمتها والكاتب ودوره، ومن أروع ما قيل عن الكتابة قول أحد الفلاسفة: لا توجد وظيفة أكثر نبلاً من وظيفة الكاتب .. (إنه الكائن الذي يقود).

نسأل الله السلامة …
للناس ألسن…مثلما لك..وأقلام كذلك..

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version