أخطاء صحيحة!!

[JUSTIFY]
أخطاء صحيحة!!

# ربما يكون أحد أخطاء الرجال الفادحة كونهم يحولون حبيباتهم إلى زوجات!! والخطأ النسائي الأفدح قبولهن ذلك! فما أفدح ما نقترفه في حق الإنسانية رجالاً كنا أم نساء كلما اعتقدنا أن الحب كائن أعمى يحتاج للزواج كعصا ترشده.
ترى ماذا لو كان (قيس) قد تزوج يومها (ليلى)؟ هل كان سيبقى على العهد والوعد والشوق والشغف؟ أم أنه بعد وأثناء الزواج كان سيزداد جنوناً وتلحق به هي في ذلك الجنون بسبب الخلافات الراتبة والمشاكل الزوجية التي تحدث بسببهما أو بسبب آخرين مقربين أو غير مقربين؟
# يقال إن الحب والزواج خطان متوازيان لا يلتقيان.. ويقال كلما دخل الزواج من الباب هرب الحب من الشباك؟ فما هو الحب إذن وكيف يجب أن يعيش وتحت أي ظروف؟، وما هو الزواج وكيف له أن يكون ناجحاً وسعيداً وحميماً؟، وهل حقاً يعد ذلك الحب بمثابة محطة مؤقتة للصعود إلى قطار الزواج الذي يسير في اتجاه واحد دون عودة إلا بالوصول إلى محطة أخرى كالطلاق مثلاً أو الترمل؟ من يملك إجابات ثابتة لهذه الأسئلة المتغيرة.
# كم قصة حب من حولنا تحولت مع الزواج إلى رواية من المشاحنات والمعاداة والندية وربما الحنق والكراهية؟ وكم قصيدة عشق تحولت إلى ملحمة من الذم والحقد والشكوى؟ أي ماردٍ ذاك الذي يحبس الحب في قمقم الزواج ولا يسمح له بالحرية والحركة؟ لنظل ندور في محيط الفتور العاطفي والاعتياد ولا نستطيع الإفلات! نجتر ذكرياتنا ونضرب كفاً بكف على اختيارنا الذي لم يكن موفق منذ البداية غير أن عين الحب لا ترى سوى الجمال.
# هذا الواقع المدهش لصدمات الحب المتوالية بمطرقة الزواج لا يمنع أن العديد من قصص الحب ترعرت ونمت وكبرت في جو الزواج الصحي المعافى. بعد أن أصبح هو الأمان والغذاء والدواء من كل أمراض السأم والرتابة. فالزواج في الأساس يمضي قدماً بدافع نبيل من خوفنا من أن يفلت الحب الذي تذوقنا حلاوته من بين أيدينا، قد يرى البعض في ذلك ضرب من الأنانية وحب الامتلاك فما الغضاضة في ذلك؟ إن الفطرة الإنسانية تدفعنا للتشبث بكل ما نحبه ونراه الأجمل والأفضل، ومن هذا الخوف والقلق والغيرة يلمع بريق الخاتم الذهبي المحبب، فلماذا نجعله طوقاً يخنق ذلك الحب ولا نحيله إلى منار وملاذ ومسار؟
قد يرى البعض أن الزواج عن حب لا يلبث أن يتحول إلى مايشبة الغرق في رمال متحركة لما يعترينا داخلع من حيرة ومفاجآت مباغتة، كوننا لم نجد صورة الشريك بأبعادها الواقعية كما تخيلناها. أما زواج الصالونات التقليدي، فهو (بطيخة مقفولة) منذ البداية الرهان الأكبر فيها للحظ. فلا بد – إذا رغبنا بالعبور إلى شط الأمان الزوجي أن نضع دائماً في الحسبان كون أن الحفاظ على جذوة الحب بكامل عنفوانها لا أساس له من الصحة، فالحب لا يستطيع أن يصمد في وجه مشاغل الزواج العملية الكثيرة التي تنزل بأحلامنا من سماواتها الزرقاء الصافية إلى شارع الأسفلت الحياتي اليومي. كما لا يجب أن نظل حالما تبدت الحقائق المحبطة نلقي باللوم على عاتق الشريك ونتبادل الاتهامات تلميحاً أو تصريحاً بأن أحدنا هو السبب في موت ذلك الحب، لأنه ببساطة لم يمت، بل إنه تحول من طفل مرح وشقي إلى شاب ناضج ووقور.
# إن السبب في كل هذه الحيرة هو ذلك الضجر الذي يولد على حين غرة داخل البيت الذي شيدناه لأجل المتعة والأحلام الوردية والضحك المتواصل. ثم لا نلبس أن نكتشف أن لا حب في هواء الحجرات المكدّسة بالأثاث وربما الأطفال، فأين ذهب؟
إنه موجود تحت رماد إهمالنا له. فلا تستسلموا لذلك الإهمال بدعوى اختلاف الأولويات والركض وراء الحياة، ربما نحتاج فقط إلى عودة سريعة لبعض الذكريات الصغيرة الحميمة مع الشريك، فلنتخلص من عدوى النسيان، ونعود إلى الوراء، ثم نركض نحو الأمام بأقصى سرعة لنقفز معاً فوق أسوار ذلك الضجر اللعين.

# تلويح: لأجل سعادة دائمة وهادئة علينا أن نحافظ على ذلك الخيط الوردي ونحن نخيط جلباب العمر يوماً بعد يوم حتى وإن تمزق.
[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version