(1)
الرجل هدد بتمزيق الملف الذي كان يحمله عندما قضى أكثر من خمس ساعات في الصف ولم يستطع الحصول على الأورنيك ليبتدر به الإجراء الرسمي، فخرج غاضباً وأقسم بأنه لن يطمع في الحصول على أوراق كهذه ما دامت تهدر كرامته على حد قوله بتلك الطريق التي يرى أنها موغلة في التقليدية، حيث ظل يسأل بإلحاح دون الحصول بالطبع على إجابة عن السبب الذي يجعل إدارة السجل المدني عاجزة عن توفير خدمات تعد من أبسط ما يقدم للمواطن نظراً للمبلغ الكبير الذي يدفعه مقابل هذه الخدمة؟!
(2)
ليس الانتظار في الصف لأكثر من خمس ساعات داخل صالة زجاجية معتمة تماماً ودون تكييف ولا تهوية أو مياه للشرب كما يحدث في صالة العلاقات البينية هو ما يؤلم المواطن عندما يذهب لاستخراج الأوراق الرسمية، إنما التصنيف والمعاكسة التي يمارسها بعض أفراد الشرطة الذين يدفعهم سوء بيئة العمل إلى ابتداع ما ليس من حقهم ممارسته، كما حدث أمس الأول للمواطن (ط، ع) الذي يعمل مربياً للمواشي ببادية شمال كردفان، وهذه مهنته في أوراقه الثبوتية، فإذا بضابطي شرطة أحدهما صول والآخر برتبة عقيد يرفضا له رفضاً باتاً أن يستخرج جواز بهذه المهنة إلا من المغتربين ورغم احتجاجه بأنه لا يرعي أغنام في الاغتراب، وإنما هذه مهنته في السودان، لكنهما دون التفوه بكلمة سحبا منه الأورنيك الذي حصل عليه بعد انتظار استمر من العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً، وأُمر بالذهاب للمغتربين لا لشيء غير أن مهنته راعي أغنام !
(3)
المصاعب التي تواجه المواطن في استخراج الأوراق الثبوتية دفعته على حد قول المواطن (ط،ع) إلى العزوف عنها، لأنها وبحسب وصفه أن من يريد أن يستخرجها يحتاج لتكلفة مالية تتجاوز إمكانيات الكثير من الأسر، لأن رسوم شهادة التسنين أكثر من (80) جنيهاً والجواز أكثر من (300) جنيه بالإضافة للإجراءت العقيمة التي يحتاج الشخص لصبر أيوب لتجاوزها.
اليوم التالي
خ.ي