بعد إعتذار « الخضر» .. منصب والي الخرطوم.. انتظار المفاجأة ..!

[JUSTIFY]أوصد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر الباب أمام أي مجموعات كانت ستعمل بكل الأحوال للدفع به للترشح لذات المنصب في النسخة القادمة لانتخابات الوالي واعتذر الرجل رسمياً وبذلك سيكون الخضر الوالي الوحيد الذي سيغيب عن قائمة الترشيحات وهي الخطوة التي تحمس بعض الطامحين لخوض غمار التنافس والدخول في قائمة الخمسة الكبار وإن كانت مجموعات وتيارات مختلفة بدأت في السعي لتقدم السباق وبسرية تامة خاصة وأن الخرطوم ليست كبقية ولايات السودان.. التنافس للمنصب سيكون أكثر شراسة هذه المرة في ظل تعاظم التكتلات داخل الحزب واعتماد البعض على إشهار كرت الجهوية.. وكان المؤتمر الوطني قد وضع نحو (18) شرطاً – لمرشحه لمنصب الوالي.. ورغم أن كثيراً منها فضفاضة وتتحدث عن عموميات مثل القدرة على التحمل والخطابة والتعامل مع الآخر، إلا أن الخرطوم تتطلب أن ينظر لها بنظرة مغايرة من بقية الولايات، فهي تحتاج إلى الوقوف على ما يلي: أولاً: الإتيان بشخصية لها بعد عسكري وأمني – وقطعاً لا أعني معتمد الخرطوم اللواء أمن عمر نمر فكثير من المزالق التي وقعت فيها حكومة الخضر جاءت من ثغرة نمر، حيث باتت المحلية حقل تجارب في نقل الأسواق والمواقف وهي أبرز الملفات التي جلبت السخط على الحكومة والحزب الحاكم كون الولاية تمثل السودان المصغر.. والبعد العسكري والأمني يمكن أن يتوافر في شخصية سياسية ذات دربة بالتعقيدات المحيطة بالولاية، فهناك مجموعات متفلتة وهناك «نيقرز» وغير بعيد أن تكون هناك جيوب سرية لحركات مسلحة ودونكم «ضبطيات» الأسلحة الواردة للولاية ونذكر قبل سنوات أن وزير الداخلية الأسبق الزبير بشير طه قال إن هناك نحو (48) حركة مسلحة بالخرطوم. ثانياً: ترشيح شخصية تنال ثقة الرئيس في المقام الأول قبل الحزب أو على الأقل أن تكون تلك الشخصية ذات علاقة مباشرة بالقيادات الاتحادية حتي لا يحدث تقاطع بين المركز والولاية وإن شئنا الدقة يخلق ندية بين الخرطوم والمركز، ففي وقت سابق انتصرت الولاية على المركز في قضية ولائية الشرطة. ثالثاً: قيادي لم تطأ قدمه حقل ألغام الشائعات فيما يلي ذمته المالية خاصة في ظل تكاثف الشائعات في الآونة الأخيرة التي حاصرت الخضر مثل قضية الموظفين بالأمانة العامة لحكومة الولاية واللذين سببا حرجاً بالغاً للرجل. رابعاً: الوطني مطالب بتسمية شخصية بعيدة عن مسرح الصراع مما يعني تجاوز الوجوه الموجودة بجوار الوالي الحالي خاصة وأن بعضاً منها أدار ملفات لم يحالفه الحظ فيها، منهم مدير هيئة المياه جودة الله عثمان ومعتمد محلية الخرطوم عمر نمر وربما قريباً منهم نائب والي الخرطوم صديق الشيخ. خامساً: الحزب ملزم عند الاختيار باستصحاب تجربة الوالي السابق للخرطوم د. عبد الحليم المتعافي الذي أعلى من كعب التنمية على حساب السياسة، فلم يُشهد للرجل اهتمامه بالحشود والمخاطبات السياسية، إذ إن محور التنمية والنهضة مهم جداً في ولاية مثل الخرطوم.
سادساً: إلى حد كبير الحزب محتاج أن يُرشح شخصية تتمتع بنجومية وبثقل سياسي وصاحب خبرة تراكمية ويكفي ذكر اسمها فقط وهذا من شأنه أن يمكن حكومته من فرض وبسط هيبتها. سابعاً: تعقيدات الولاية تتطلب رجلاً يمتلك خطوة اتخاذ القرار الجريء في الوقت المناسب وهذا له علاقة بالمسألة السادسة أعلاه، فكثير من القضايا لم تحسم بشكل صريح وكان لها أثر سالب على المواطن على سبيل المثال موقف المواصلات المثير للجدل «كركر» والذي قال الوالي الخضر عدة مرات إن حكومته ستقوم بترحيله بينما يتحدث معتمد الخرطوم عن تطويره وتأهيله. ثامناً: المرشح القادم للخرطوم من الأهمية بمكان أن يقوم بالموازنة بين الحزب والحكومة خاصة وأن العلاقة بين الطرفين شهدت اختلالات بائنة في الفترات السابقة عندما كان نائب رئيس الحزب السابق د. محمد مندور المهدي يعمل بـ «مكنة» والي مما أحدث ارتباكاً في عمل الحزب استطاع خلفه «كامل مصطفى» أن يعيد التوازن ويرتب الأوضاع داخل الحزب. تاسعاً: إلزاماً على الوطني أن يقدم شخصية صاحبة عقلية اقتصادية تخلق مبادرات وفرصاً جديدة تسهم في زيادة إيرادات الولاية دون الاعتماد على التمويل عبر البنوك. وأخيراً: أن يتم اختيار المرشح على أساس قومي وليس جهوياً، فمعادلة القبيلة لن تؤتي أكلها في الخرطوم مثلما سادت في عدد كبير من الولايات رغم أن هناك أحاديث هامسة تتحدث عن ما يسمى بـ «أولاد الخرطوم».

ومهما يكن من أمر ووفقاً لما تناولنا من مؤشرات، فإنه من المرجح أن ينظر الوطني في قائمة الولاة الحاليين أولاً ليختار واحداً منهم للدفع به للخرطوم، وفي هذه الحالة سيكون والي شمال كردفان مولانا أحمد هارون في المقدمة يليه والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا لكن قطعاً لا يمكن إغفال أسماء كبيرة جربت الولاية مثل أمين القطاع الأوسط بالمؤتمر الوطني المركز العام المهندس الحاج عطا المنان.. لكن الكلمة في نهاية الأمر لقيادة الوطني وتحديداً للرئيس عمر البشير فالخرطوم غير.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version