إلى مرسي في محبسه

دعوتهم للمشاركة فأحجموا ، كلفت رئيس وزراء ليس من حزبك ليشكل حكومة وزراؤكم فيها أقلية ، و لم تؤخون الوزرارات السيادية و لم تعين سفيراً واحداً  ، و اليوم وزير دفاعك و داخليتك هم من يقودون عمليات الإبادة ضد من يقولون لا لإنقلابهم  ، دعوتهم للحوار فرفضوا ، قدمت لهم ذات خريطة السيسي فرفضوها و أضافوا لها عزلك و كنس كل شئ أتت به عملية تصويت ، تحدثوا عن ميثاق شرف إعلامي فزادوا الإعلام عهراً على عهره ، تظلموا من ما سموه الإنفراد بالحكم و الإقصاء  فلم ينفردوا بالحكم و يقصوا الآخرين فحسب بل و أغلقوا القنوات و الصحف و صادروا أحد أهم إنجازات الثورة : الحق في التظاهر ، ووصفوا المتظاهرين بالإرهابيين ، و أسرفوا في القتل و امتلأت السجون بالمعتقلين و المطاردين و ها هم يلوحون بحل الجماعة ، و عملياً هم نفذوا الحل ، إذ أغلقت الدور و طوردت القيادات . و اليوم من قتل الآلاف يحاكم من قال إلا الدم بشهادة الدكتور سيف عبد الفتاح و المحاكمة يُبعَد منها أوراق ثمانية من القتلى فقط لأنهم من الإخوان . إذ لا تنظر قضيتهم أي محكمة الآن . 
بالأمس القريب و أنت رئيس حرقوا دوركم و مقراتكم فاستنكرت و لم تقل عنهم أنهم إرهابيون ، حاصروا قصر الإتحادية و أتوا بالبلدوزر ليهدموا سوره و أغلقوا الطرق و كونوا تنظيم البلاك بلوك الذي يمارس عمليات البلطجة و الإرهاب علناً و مع ذلك لم يتحدث وزير داخليتك و دفاعك عن تهديد الأمن القومي أو الإرهاب كما يفعلان الآن . لم تعتقل سياسياً واحداً ، لم تصادر صحيفةً ، لم تغلق قناة ، و مع ذلك يتحدثون عن ديكتاتوريتك  و ديمقراطيتهم ,صدَّع بعض أدعياء الثورية رؤوسنا بحديثهم المتكرر عن الشرطة و تجاوزاتها في عهدك و ها هي الشرطة الآن تقتل في يوم واحد ثلاثة أضعاف من قتلتهم في أيام الثورة ضد مبارك و مع ذلك فهي في نظرهم الآن : الشرطة حامية الشعب من الإرهاب ! 
أتعبتهم من بعدك يا مرسي ، كم كنت متسامحاً و الدولة العميقة و التي لها وجود داخل حكومتك تتمدد و تعوق و تشجع على معارضتك و افشالك ، كنت تحكم و القضاء ضدك و رؤوسه ساسة يعتلون المنابر و يتحدثون عن معارضتك و الزند يقول في مؤتمر صحفي : لو كنا نعلم أن نتيجة إنتخابات مجلس الشعب ستكون كذلك لما راقبناها !!! و في النهاية تم حل المجلس . كنت تحكم و الإعلام الفلولي يسعر الحملة ضدك و يحرض و يختلق . و كذلك رجال الأعمال و الشرطة و الجيش و الأمن .
بالأمس حُكِم ببراءة مبارك و موقع الشرطة يتحدث عن المتهم مستخدماً كلمة ( سيادته ) ، قالوا إنهم بإنقلابهم إنما يستكملون الثورة ، و إذا برجال مبارك يتصدرون المشهد ، فجأةً تعود الشرطة و يعود أمن الدولة و يتقاسم الفلول مجلس الوزراء مع جبهة الإنقاذ و تتم عملية ( فلولة ) كاملة للمحافظين ، و تصبح صفحة ( آسفين يا ريس ) هي الصفحة الثورية الأولى التي تدعم النظام الجديد و يعود من سماهم الثوار في يوم من الأيام بنجوم القائمة السوداء من الإعلاميين و الفنانين و غيرهم ممن وقفوا ضد الثورة ، يعودوا ليتصدروا المشهد و يصبحوا هم الثوار الحقيقيين فتصبح إلهام شاهين هي إسراء عبد الفتاح الثورة ، و يصبح توفيق عكاشة هو وائل غنيمها ، و ذات الدموع التي سالت تعاطفاً مع مبارك و حزناً على خلعه سالت مرة أخرى فرحاً بالإنقلاب عليك . و مع ذلك هم – هم بالذات- الذين سيصححون مسار الثورة و يستكملونها !!!! … سار قطار الثورة على سكة التصويت و الإنتخاب فأوصل مصر إلى محطة الأغلبية الشعبية ، شعر بنو علمان و الفلول بالوحشة في تلك المحطة ، فتحالفوا و استنجدوا بالجيش ليعيدهم مرة أخرى إلى نقطة الإنطلاق : دولة مبارك ، و لكن بنسخة أكثر توحشاً و إقصائيةً مع مكياج ثوري كشف زيفه حتى البرادعي نفسه و حمزاوي و خالد داؤود ووائل غنيم و أبو الفتوح و اسراء عبد الفتاح و بعض المنصفين من حزب النور و حركة 6 أبريل و غيرهم ممن وقفوا مع حملة تمرد . الثورة المضادة تحكم مصر الآن و خلعها من الحكم سيكون هذه المرة أكثر تكلفةً ، و قد قلتها من قبل يا مرسي في أحد البرامج التلفزيونية  : ( و ستذكرون ما أقول لكم ). لم يمضِ كثير وقت حتى تحقق ما تنبأت به . 
Exit mobile version