تختتم غدا فعاليات الملتقى الافريقى السادس للجلود الذى بدأ امس الاول بافتتاح معرض الجلود بارض المعارض ببرى بمشاركة شركات محلية وعالمية حيث افتتح المعرض الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية والتأمت امس أعمال الملتقى بحضور المختصين من الخبراء والمهنيين فى مجال الجلود الذين قدموا تجارب الدول الافريقية والقيمة المضافة للجلود والميزة التنافسية التى تتمتع بها بعض الدول .
وقالت الدكتورة آمال محمد صديق فى ورقة الشراكات الاستثمارية والتسويق ونقل التقانة خلال الملتقى الافريقى للجلود امس ان التعامل مع الجلود كمنتج ثاني يظهر منذ حياة الحيوان مروراً بالمسالخ التي لم تتوفر لمعظمها المواصفات المطلوبة، كذلك الذبيح خارج السلخانات مما يؤدي لتلف الجلود وعند الوصول للوكالات التي تستقبل الجلود عن طريق الوكلاء وتقوم بتجهيزه أولياً للمدابغ أو حفظه للصادر لم تتوفر فيها المواصفات المطلوبة لمعالجة الجلود الخام وحفظها لحين دباغتها أو تصديرها خاما.
واوضحت ان المدابغ الموجودة بالسودان (23) مدبغة وكان العامل منها حتى عام 2004م حوالي (16) مدبغة وتعمل بطاقات عالية حوالي (50- 75% ) وتقلص العدد الى (10) مدابغ وتدنت الطاقة وأصبحت حوالي (25%) ، وتوالي توقف عدد من المدابغ وتدنت الطاقات وأصبحت تعمل المدابغ بطاقات تتراوح مابين ( 5 – 10%) فقط.
كما يفتقرالقطاع الى الادارة الحديثة والاساليب الحديثة للإنتاج والكوادر المؤهلة والمدربة تدريباً حديثاً ومتطوراً وكذلك نجد أن معظم المدابغ تستخدم أليات قديمة بالية لايضمن لها الاستمرار والتقدم تقنياً حيث أنها تفتقد البعد الدولي والنظرة العالمية.
واضافت إذا أرادت الدولة لهذا القطاع التطور والمنافسة فلابد من السعي الجاد للدخول في شراكات مع القطاع الخاص وتشجيع القطاع الخاص للدخول في شراكات أجنبية حتى يتسنى لها النهوض بهذا القطاع لتجد منتجات السودان حظها في الاسواق الدولية والإقليمية والعالمية مشيرة الى الشراكات القائمة وقالت لكنها ليست بالمستوى المطلوب، كما ان هنالك شراكات فى قطاع الجلود محصورة فى المدابغ.
وقالت ان من ايجابيات الشراكة القائمة توفير رأس مال تشغيلى لاستمرارية الانتاج وزيادته والالتزام بمواعيد تسليم المنتج وانضباط العمل حسب القوانين ورفع الوعى بأهمية الجلود وقالت ان من سلبيات الشراكات القائمة ان الخبرة لدى الشركاء السودانيين اكبر من خبرة الشركاء الجدد خاصة فى مجال الدباغة ولم يتم ادخال التكنلوجيا الحديثة فى خطوط الانتاج ولم يتم تدريب العمالة والصيانة تتم فقط في خطوط الانتاج ولم يوضع بند صيانة المباني والتركيز على الانتاج الكثير فقط ،والحصول على اكبر عائد من الارباح للشركاء الاجانب. واشارت الى تجارب بعض الدول نجحت فى هذا المجال وقال ان تونس لاتوجد بها ثروة حيوانية مثل السودان حيث أن إنتاجها من المشاية حوالي 8 مليون رأس فقط ورغم قلة الانتاج إلا أنها تمثل واحدة من أكبر الدول في أفريقا لصناعة الاحذية حيث تقوم بإستيراد الخام وتصنيعة وتصديره لايطاليا وفرنسا والمانيا خاصة في السنوات الخمس الاخيرة حيث إستطاعت أن تحتل موقع في السوق الاوربية وتعمل على نظام تعاقد معهم لانتاج الاحذية والمنتجات الجلدية وقد كان عائد الصادرات حوالي (750) مليون دولار وقد إستطاعت أن تجذب رأس المال الاجنبي وذلك للمزايا الاستثمارية التي تتميز بها ومنها تقديم الحوافز للمستثمرين الاجانب.
اما ايطاليا تستورد اكثر من 25 الف طن من الخام بينما الخام تنتج حوالي 6 الف طن وتقوم بتصنيعه وتصدر حوالي 71% من الجلود المشطبة و 15 % من الكرست.
وان العائد من الصادر للجلود المدبوغة حوالي 4 مليون يورو وتعتبر رائدة صناعة الاحذية في العالم ويرجع نجاح هذا القطاع لتمركز الشركات والمؤسسات في موقع جغرافي مميز وتنتشر في اكثرمن 7 اقاليم وتغطي حوالي 23 محافظة وتتعامل مع موردين معينين ولديها دباغين مهرة ومصنعين لكل الاكسسوارات بالاضافة للنوعية الجيدة والمقدرة الفائقة على الابتكار . وتحتل سوق الصادرات تليها امريكا التي اسست سوق الحذاء الرياضي في ايطاليا تزاحمها الصين التي دخلت السوق الايطالية.
وقالت لا يمكن للسودان منافسة شركات بهذا المستوى الا اذا تعاقد مع شركات في نفس المستوى حتى يضمن المنافسة الحرة لمنتجاته في جميع الاسواق الاقليمية والعالمية.
وقالت لابد للسودان من تنمية العلاقات التجارية مع الدول الصديقة والدول التي تبني علاقات صناعيه و تجارية الآن مع السودان ومنها الصين حيث تستورد جلوداً ومنتجات جلدية بحوالي 51 بليون دولار ويبلغ عائد صادراتها حوالي 7 مليار دولار.
روسيا تستورد جلود ومنتجات بمبلغ 350 مليون دولار من دول خارجية اما سلوفاكيا تستورد جلود ومنتجات بقيمة 400 مليون دولار اما تونس تستورد كميات ضخمة من الخام وتصنعه وتصدر الى اوروبا وكان عائد صادراتها حوالى 750 مليون دولار.
اما مصر تستورد خام السودان وتقوم بتصنيعه وتصدر درجة أولى منه إلى أوربا ودرجة ثانية للتصنيع والاستهلاك المحلي ودرجه ثالثة تصدره للسودان ويجد سوقاً رائجة وقد أصبحت من الدول المواكبة للموضة والتصاميم المتطورة في المنتجات الجلدية والاحذية وتمتاز بعلاقات جيدة بالاسواق الاوروبيه.
ويتضح ان السودان من أكبر دول الكوميسا انتاجا للماشية ويلي اثيوبيا في انتاج الجلود وتتفوق اثيوبيا من حيث المدابغ العامله حيث تعمل جميع المدابغ بطاقة تتراوح مابين 75 – 65% من طاقتها التصميميه بينما تتوقف كثير من مدابغ السودان لاسباب مختلفة وتعمل المدابغ العامله بطاقات متدنيه كذلك توظف اثيوبيا حوالي 5000 عامل بينما يوظف السودان حوالي 1500عامل وتوظف كينيا 1700 ونجد ان عائد اثيوبيا بلغ حوالي 66 مليون دولار ويرجع ذلك للانتاج الكبير والجودة العاليه للجلود بينما عائد السودان حوالي 30 مليون دولار وبلغ عائد كينيا التي يقل انتاجها كثيرا عن السودان بلغ حوالي 45 مليون دولار.
وبرغم الثروة الحيوانيه الهائلة التي يتمتع بها السودان الا ان قطاع الجلود لم يتمكن من الاستفادة القصوى من اهم مقومات هذه الصناعة وهي المادة الخام والتي توفر اكثر من 50 % من تكلفة الصناعة لذلك سوف يتأثر هذا القطاع في ظل المنافسة من دول الكوميسا خاصة مصر والتي سوف تنافس في مجال الصناعات الجلديه والاحذيه وهذا المجال لم يحالفه الحظ في السودانى حتى الآن ، كذلك بدأت مصرتنافس السوق السوداني في مجال الجلود شبه المشطبة نسبة للتكلفة العالية للجلود السودانية وكذلك سوف تكون المنافسة كبيرة مع اثيوبيا والتي تتميز بالمتانة وجودة الجلود المشطبة وشبه المشطبة خاصة ان الاتفاقيات تسمح بالتعاقد بالباطن ومن خلاله يمكن ان يتم تسويق المنتج السوداني من خلال التعاقد مع شركات لها اسواق اقليميه وعالمية مثل تونس وايطاليا والصين.
وعن الفوائد قالت ان من اهم مميزاتها هى الحصول على المعلومات والموارد المطلوبة والوصول لاسواق جديدة لم يكن من السهل الوصول اليها قبل الشراكة وتقييم مستمر للاصول الثابتة يتم خلال فترات متقاربة يهتم بالنواحى الفنية ومتطلبات الصيانة والاحلال بالاضافة الى الدراسة المستمرة للاصول الثابتة ودراسة مستمرة للسوق المحلى والاقليمى والعالمى للدخول فى هذه الاسواق وفتح اسواق جديدة ورفع القدرة التنافسية للقطاع عن طريق الجودة والسعر وسلامة البيئة وتوطين سياسة التعليم الفنى.
عاصم اسماعيل :الصحافة