وتضم البيوت التي تركها مالكوها الذين هاجروا في عشرينيات القرن الماضي، كنوزاً من بينها بلاط من القرن الثامن عشر، وأفران خشبية قديمة وأسقف عالية، مع مناظر خلابة. ولايزال حوالي 20 مسكناً منها معروضة للبيع بسعر يورو واحد، في حين يعرض 300 بيت أخرى بين ألف و15 ألف يورو، في مبادرة أطلقتها البلدة للتصدي لعقود من التراجع الديموغرافي وإعادة إطلاق اقتصادها.
غانجي(إيطاليا)- فرانس برس
عزيزي القارئ لا تصدم عند قراءة هذا الخبر، فإنه ليس ضربا من ضروب الكاميرا الخفية أو نكتة سمجة، بل حقيقة واقعة في جزيرة صقلية الإيطالية.
ولا شك أنه عرض لا يقاوم، لاسيما عندما يدرك الشاري أن المنازل تلك تحمل طابعاً تقليدياً وتقع في قرية بجزيرة صقلية الإيطالية، وأكثر بعد وقوع تلك المنازل على هضبة مطلة كانت في السابق مساكن يعيش فيها قرويون وحميرهم. أما الأهم فإنها معروضة للبيع مقابل يورو واحد فقط. وهذه المساكن الواقعة قرب منتزه وطني وجبل مادونيا على بعد حوالي 120 كلم جنوب شرق باليرمو، تنتشر في أماكن مختلفة في منطقة غانجي.
تضم كنوزاً
وتضم البيوت التي تركها مالكوها الذين هاجروا في عشرينيات القرن الماضي، كنوزاً من بينها بلاط من القرن الثامن عشر، وأفران خشبية قديمة وأسقف عالية، مع مناظر خلابة. ولايزال حوالي 20 مسكناً منها معروضة للبيع بسعر يورو واحد، في حين يعرض 300 بيت أخرى بين ألف و15 ألف يورو، في مبادرة أطلقتها البلدة للتصدي لعقود من التراجع الديموغرافي وإعادة إطلاق اقتصادها.
يذكر أنه على الشارين أن يقدموا كفالة مالية بـ5 آلاف يورو للبلدية بهدف إثبات عزمهم على استصلاح المنزل خلال ثلاث سنوات، في حين تبلغ قيمة ترميم هذا النوع من المساكن حوالي 20 ألف يورو، إلا إذا كان السقف بحاجة للترميم بالكامل.
والبلدة التي تأسست في القرن الثاني عشر بعيدة نسبياً عن البحر، إلا أن أهلها يفتخرون بنسيم الجبال العليل وبحسن الضيافة وأطعمتها اللذيذة مثل جبنة الماعز الحراقة والباستا بالفول.
استقطاب شارين من حول العالم
لا شك أن هذا العرض بدأ يستقطب شارين من كافة دول العالم، لاسيما من الولايات المتحدة وبريطانيا ودبي أو السويد، بحثا عن صفقة جيدة أو لتحويل المنازل الصغيرة واسطبلات الحيوانات إلى مقار للإقامة الصيفية. وقد بدأ توافد المشترين بالفعل، فالمخرج الأسترالي دومينيك ألن البالغ 33 عاماً هو من بين الشارين المحتملين، وقد أكد ألن لوكالة فرانس برس من داخل بناء ضيق من ثلاثة طوابق ومع مطبخ محفور في الصخر ومطل على حقول الذرة والغابات المجاورة “بسعر هذا المنزل، لا يمكنكم حتى دفع ثمن ركن السيارة في موقف عام في أستراليا”.
أما كاتالدو بياتزا البالغ 83 عاماً فأبدى سعادته لرؤية عائلات سياح إيطاليين وأجانب يملأون الشوارع في غانجي. وقال ماسكا قبعته المصنوعة من القش “في الماضي كان بالإمكان المشي في وسط المدينة من دون مصادفة أحد. كان ذلك حزينا”. وأضاف بياتزا “مبادرة يورو واحد جيدة، لأنها ستساعد على إعادة الإسكان إلى البلدة، وإعادة الحياة مع قليل من الحظ ليس فقط خلال الصيف”.
مدينة فارغة هجرها أهلها
يذكر أن المدينة بدأت تفرغ من سكانها في عشرينيات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى، حيث هاجر نحو تسعة آلاف شخص من سكان غانجي إلى الأرجنتين أو الولايات المتحدة، هرباً من الفقر والمرض وغياب القانون.
في المقابل، كافح سكان غانجي الذي بقوا في المدينة من أجل الإبقاء على الاقتصاد المحلي حيا، إلا أن عددا كبيرا من الحرفيين اضطروا للانتقال إلى باليرمو للعمل
من جهته، أقر رئيس البلدية بأن الشارين الأجانب قد يتسببون بتغييرات غير مستحبة في البلدة مع انتشار محال للتذكارات بدل الأنشطة التقليدية، إلا أن السكان “يفهمون أن ذلك قد يمثل منعطفا من الناحية الاقتصادية”.
لكنه أضاف أن “الأمر المهم بالنسبة لسكاننا المسنين، ولأهلنا، هو أن يتوقف الشبان عن مغادرة البلدة. نريهم أنه من الممكن إيجاد سياحة حتى في قلب صقلية في فترة الأزمة”
العربية نت
خ.ي