جاء ذلك في حوارٍ أجراه صباح السبت 23 أغسطس برنامج (صدى الأحداث) في الإذاعة القومية إذاعة السودان بأم درمان، عبر الهاتف، والذي استمر إلى نحو النصف ساعة، وشارك فيه أيضاً السيد وزير التجارة السوداني الأستاذ/ عثمان عمر الشريف، حيث أكدا في البرنامج على أهمية الطريق البري المزمع افتتاحه الأربعاء المقبل الموافق 27 أغسطس الجاري.
ووصف السفير/ أسامة شلتوت، العلاقات المصرية السودانية، بأنها علاقة تاريخية ليس موجودٌ مثلها بين أية دولتين أو شعبين آخرين، ومن هنا تأتي أهمية افتتاح الطريق البري بحضور السادة الوزراء والمسئولين من كلا الجانبين، ورجال الأعمال ووسائل الإعلام، ليمثل انطلاقة حقيقية على أرض الواقع عما بين البلدين والشعبين والحكومتين.
وعن أهمية الطريق البري “أشكيت – قسطل” للبلدين أكد السفير، أنه هام جداً، وسوف يكون بوابة العبور للبضائع والحركة التجارية والإقتصادية لمصر إلى السودان وجوار السودان، والعكس صحيح أي أنه سوف يكون أيضاً بوابة العبور للبضائع والحركة التجارية السودانية لأوروبا وجوار مصر.
وقال السفير أن تكلفة نقل وشحن البضائع بعد افتتاح الطريق البري سوف تنخفض إلى أكثر من 70%، ومن المتوقع أن يؤدي افتتاح الطريق إلى زيادة التبادل التجاري بين مصر والسودان بنسبة 15%، ومضاعفة هذا التبادل التجاري العام المقبل، منوهاً إلى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين حالياً يصل إلى (850) مليون دولا، وهو رقم لا يرقى إلى حجم ومستوى العلاقات بين البلدين.
أكد السفير على تفعيل اتفاقية الترانزيت بين مصر والسودان، والتي بموجبها يتم السماح بتصدير البضائع السودانية من مصر إلى خارج مصر، والبضائع المصرية من السودان إلى خارج السودان، منوهاً إلى أن الطريق البري سوف يرفع نسبة التجارة البينية لمصر والسودان مع دول الجوار والتي تتسم حالياً بانخفاضٍ كبير.
في سؤال عن استعدادات السفارة لمواجهة هذا المد الكبير، مع الإعلان عن بدء ترتيب رحلات برية من الخرطوم وبورسودان وعطبره إلى القاهرة وأسوان بتذاكر تتراوح بين (400 إلى 600 جنيه سوداني)، قال السفير:
هناك استعدادت لذلك، وكثافة اللقاءات واجتماعات لجنة المنافذ طوال الفترة الماضية، والتي كان آخرها في 10 أغسطس، كان بهدف وضع تصور لكل هذه الإشكاليات ومواجهتها، وأضاف: نحن حريصون على تسهيل الإجراءات، وسنعمل مع الإخوة السودانيين على تفعيل اتفاق الحريات الأربع بكل بنودها، والتي تشمل حريات العمل والتنقل والإقامة والتملك.
وفيما يتعلق بالتأشيرة قال: من المعروف أنه ليس هناك تأشيرة للشباب أو السيدات، والتأشيرة مجانية من سن (16) إلى (50) سنة فقط، ولدينا قنصلية في وادي حلفا، وقنصلية في بورسودان، وقنصلية في الخرطوم، وقد صدرت لهم التعليمات بتسهيل الإجراءات والخدمات المقدمة للإخوة السودانيين، ومنح التأشيرة في أقرب وقت حتى لا يكون هناك أي عائق..
من جانبه فقد جاءت تصريحات السيد وزير التجارة/ عثمان عمر الشريف، لتصب في هذا الإتجاه الإيجابي، حيث أوضح سيادته أن كل جانب قام بالإستعدادات اللازمة لافتتاح المعبر، وأن السودان على أتم الإستعداد للقيام بالإجراءات والخدمات اللازمة لعبور البضائع، والأشخاص، معولاً على أن هذا المعبر يجعل الحريات الأربع أمر واقع، مشيراً إلى أن افتتاح الطريق البري سوف يحول هذه المنطقة على جانبي الطريق إلى منطقة حرة في مصر والسودان..
وعن فوائد الطريق بالنسبة إلى السودان قال الوزير: أنه سوف يمكن السودان من جلب الخبرات المصرية والسوق المصري إلى داخل السودان، وبشر وزير التجارة، الشعبين المصري والسوداني بأن السيد نائب رئيس الجمهورية/ حسبو محمد عبد الرحمن، قد أمر بتشكيل لجنة تضم وزراء: التجارة، الصناعة، المالية ووالي الخرطوم لتذليل جميع العقبات بين مصر والسودان، وتحقيق الفوائد المرجوة من افتتاح الطريق للشعبين، وخاصة المنطقة الصناعية المستهدف توطين الصناعات المصرية فيها.
وأكد السيد الوزير أن افتتاح المعبر البري بين مصر والسودان ليس في مصلحة كلا البلدين فقط، ولكنه في مصلحة أفريقيا أيضاً.
وعن استعدادت السودان لافتتاح المعبر قال: وضعنا كل الإحتياطات اللازمة لزيادة الإنتاج، وتيسير انتقال الركاب، وتم توقيع اتفاقية بين وزارتي النقل تسمح بعبور الشاحنات والبرادات من مصر إلى السودان، ومن السودان إلى مصر، ناقلةً البضائع والخيرات مِنْ وإلى كلا البلدين.