(1)
دينق الذي بلغ الآن الثامنة عشرة من عمره، اتخذ صناعة القرود مهنة بعد أن كانت هواية، فأصبحت مصدراً لدخله الوحيد، يقتات منها هو وشقيقه، وفي ذلك يقول: صناعة القرود ليست مستحدثة، إنها قديمة، صنعها ولعب بها أشقاؤنا الكبار، وها نحن نسير على خطاهم من بعدهم. وأضاف: أتمتع بحب استطلاع كبير الأمر الذي يحرضني على تقليد تصنيع كل شيء أشتريه.
(2)
أتأمل الأشياء، أقلبها، لأرى كيفية صنعها. أعجبت بفكرة (القرود) عكس أبناء الحي الذين استهوتهم صناعة السيارات من علب الصلصة الفارغة، ويضيف: في بداية الأمر بدا لي تنفيذ الفكرة أمراً صعباً، لكنني قررت خوض المغامرة، وبعد تجريب استمر عدة أشهر استطعت أن أنجح، الآن اعتبر نفسي محترفاً. إذ أستطيع أن أصنع نحو (عشرة قرود) في الأسبوع، أصعب ما في الأمر هو لف الحديد وخياطة القماش، خطوتان تستهلكان وقتاً طويلاً، أما المتعة الحقيقية فتكمن في التلوين ووضع اللمسات الأخيرة، وتجريب المنتج ما إذا كان موفقاً أم لا.
(3)
يواصل (دينق): زيادة الأسعار شلت حركة الشراء، رغم أن كل أدوات التصنيع محلية، وأغلبها عبارة عن نفايات وبقايا مواد تصنيع لأشياء أخرى، فيحتوي على سلوك حديد تجمع من المنطقة الصناعية تحديداً ورش العربات، بجانب قماش بداخلة ورق أو بقايا قصاصات من قماش التي نشتريها بالكوم من فائضات الترزي، إضافة إلى مصاصات البلاستك التي تجمع من نفايات المطاعم وتكبس على الحديد كزينة حسب خبرة الصانع وحرفيته ومستوى إبداعه في تشكيل وتلوين المنتج، تصوري ارتفع سعر القرد الواحد من (7) جنيهات إلى(25) جنيهاً
اليوم التالي
خ.ي