سهر الأزواج في المواقع الإسفيرية.. خيانة من نوع آخر

[JUSTIFY]باتت المواقع الإسفيرية تشكل قلقاً لمعظم النساء، بسبب انشغال أزواجهن ليلاً بالهواتف النقالة عبر التصفح والدردشة في المواقع الإلكترونية المختلفة (فيسبوك) و(واتساب) مما رفع درجات الشك وأدى بأغلب النساء إلى الطوارئ في منازلهن لمجابهة نوع مجهول من الخيانة الزوجية عبر مكافحة أجهزة الهواتف المحمولة واللابتوب لمنع الأزواج في السهر عبر الانترنت.. (المجهر) سلطت الضوء على الظاهرة التي اختلفت الآراء حولها فإلى المضابط.
{ أوهام النساء
“حسن علي التوم” (موظف) أشار إلى أن أغلب النساء ينجرفن وراء عواطفهن بفعل الغيرة ويشككن في أزواجهن لأسباب سطحية منها الجلوس لساعات طويلة في (فيسبوك) و(واتساب) خاصة في المساء، وأوضح أن الخيانة كلمة كبيرة جداً ولا يجب إطلاقها في مثل هذه الحالات، خاصة وأن مواقع التواصل تشكل جزءاً من التسلية والترويح عن النفس، وأقر “حسن” بصعوبة الجزم بالخيانة في مثل هذه الأوضاع ونسب الموضوع مثار الطرح إلى أنه من أوهام النساء لا أكثر.
وألقى “زيد جمال” باللوم على الرجال ووصف من يتبعون مثل هذا السلوك بعديمي الإحساس وأضاف: (من المنطقي أن تشك المرأة في زوجها إذا كان يقضي جل يومه في المنزل بعد دوام العمل في مواقع التواصل)، وأشار إلى غياب الوعي وسط جزء كبير من الرجال ومعاملة زوجاتهم بإحساس جاف منجرفين نحو مواقع التواصل الإلكتروني بصورة تجعل النساء يشككن في أمر أزواجهم.

{ خفة ورشاقة
فيما قالت “زينب الحاج” (الطالبة بالأحفاد) إن الرجال ليس لهم أمان، واصفة من ينتهجون مثل هذه الأساليب من الرجال ويقضون الوقت ويسهرون في مواقع التواصل ليلاً بـ(الخونة) وأضافت بأن أغلب الرجال باتوا لا يقتنعون بزوجاتهم بسبب الروتين الممل بعد الزواج، مما يجعلهم يتجهون صوب مواقع التواصل للخفة والرشاقة مع البنات على حد وصفها، وأشارت إلى أن الظاهرة تفشت بصورة كبيرة جداً وسط الأسر السودانية.
وسخر “حسن عثمان” (خريج) من اتهام النساء للرجال بأنهم يتبعون أساليب متنوعة في الخيانة عبر (فيسبوك) و(واتساب)، وقال: (أي زول تلقاهو بعمل كدا بليل ومساهر في فيسبو وواتساب معناها مرتو نقاقة شديد)، وأضاف بأن أغلب النساء يشكلن مصدر إزعاج لأزواجهن بطلباتهن المتكررة وحديثهن الكثير عن الخيانة والخلافات الزوجية، مما يجعل الأزواج يتجهون صوب المواقع الإسفيرية للترويح عن النفس.
(ع.ن) قالت في معرض الطرح إن زوجها كان يجلس جل وقته في المواقع الإسفيرية حتى ضبطته وهو يتحدث مع فتاة.. في بداية الأمر أنكر وقال إنها مجرد دردشة عادية وعندما طلبت منه مراجعة الدردشة رفض، حينها أيقنت أن الخطر قادم من هذه الأجهزة والمواقع، وأضافت: (أصبحت كلما يأتي من الدوام أغلق اللابتوب في الدولاب وأتحدث بجواله مع أسرتي أطول وقت ممكن حتى تفرغ بطاريته، وأصبحت أهلوس وأشك كلما تناول جواله للحديث عندما يرن هاتفه).
وأشارت (ع.ن) إلى أن الظاهرة تشكل خطراً حقيقياً على الأزواج وتؤدي إلى خراب البيوت نظراً إلى أنها تمثل وتؤدي إلى تهميش المرأة إذا كان الرجل يقضي جل وقته في هذه المواقع حتى لو لم تصل إلى مرحلة الخيانة، لكنها بمثابة تقليل من دورها في المنزل ومشاركتها حياته.
{ رجال يفتقرون إلى الرومانسية
الباحثة الاجتماعية “توسل النور” تحدثت إلينا قائلة إنها من سلبيات الاستخدام السيئ للعولمة، واعترفت بشيوع الظاهرة وسط الرجال بصورة كبيرة مما يجعل أغلب النساء يتجهن لمراقبة أزواجهن عندما يجلسون بالساعات الطوال في مواقع التواصل وبصورة مكثفة، قد ينتج عنها فهم خاطئ بحكم الغيرة اللا إرادية للمرأة، لتتجه إلى الطلاق في أغلب الأحيان.
وأضافت “توسل” أن جزءاً كبيراً من الرجال يفتقرون إلى التعامل الرومانسي مع زوجاتهم وهم الأكثر عرضة للشك من قبلهن إضافة إلى غياب عامل الصراحة عدد كبير من الأزواج. وأشارت إلى أن الشك سيزول في حالة استخدام لغة الصراحة بين الأزواج، إضافة إلى التعامل بلطف معهن في المنزل وقضاء الوقت بعد انتهاء الدوام لهن.
على النقيض من ذلك جاء رأي د. “علي آدم” الذي قال إن تنامي الظاهرة يرجع إلى عدم وجود (كاريزما الحب والقبول) لدى عدد كبير من الأزواج نتيجة أن أغلب الزيجات تتم بصورة تقليدية ينتج عنها الجفاء بعد الزواج ليتحول إلى ملل، ومن ثم يقضي أغلب الرجال بعد انتهاء الدوام جل وقتهم على الانترنت والمواقع الإسفيرية كنوع من التغير والترفيه.
وعاب د. “علي” على أغلب النساء عدم الاهتمام بأنوثتهن مما قد يجعل الرجال في كثير من الأحيان يبحثون عن مبتغاهم في مواقع التواصل والتعرف على فتيات بغرض الدردشة التي قد ينتج عنها لاحقاً خيانة للزوجة، وأشار د. “علي” إلى أن النساء هن من يستطعن جذب أزواجهن لهن واحتواءهم بالاهتمام بمظهرهن والتعامل بصورة لطيفة مع أزواجهن مع ضرورة تبادل الثقة بين الأزواج.

صحيفة المجهر السياسي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version