بعد إقالة وزيرة الرعاية لمديرها العام.. هيئة إذاعة وتلفزيون نيالا.. حالة (اشتعال)!

[JUSTIFY]أصدرت وزيرة الرعاية والشؤون الاجتماعية والثقافية والإعلام بولاية جنوب دارفور معروفة أبو القاسم قرارا بإعفاء مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون د.ياسر أبو عقيلة وتعيين مصطفى آدم الربيع مديرا عاما خلفا له، وأشارت الوزيرة معروفة لـ(فلاشات) إلى أن أسباب القرار تعود إلى عدم وجود أي مبررات لإيقاف بث إذاعة نيالا لأكثر من (3) أيام وبصورة متكررة، منوهة إلى وصول دعومات مركزية وولائية للولاية فضلا عن دعومات شركات الاتصالات والتي وصلت منها الآن (12) ألفاً إلى خزانة الإذاعة، في الوقت الذي تشكو فيه الإذاعة من الوقود رغم قيام الولاية بحل مشكلة الكهرباء والوقود. وكشفت معروفة عن توالي عدد من القرارات ستصدر لاحقا لتعديل الصورة المقلوبة في الإذاعة. (فلاشات) وكعادتها في ملاحقة الأحداث كانت هناك، ورصدت صدى ذلك القرار وحيثياته.
مشاحنات مستمرة:
حول ذات الموضوع قالت الوزيرة معروفة لـ(فلاشات) إن هيئة الإذاعة والتلفزيون بنيالا غير متقدمة ومنتكسة وراجعة للخلف ولا بد من إصلاح حالها بحسب تقرير المجلس التشريعي بالولاية مشيرة إلى أن المدير السابق للهيئة رفض حضور كل الاجتماعات التي دعت لها الوزارة ودائما ما كان يرسل من هو أدنى منه في الدرجة الوظيفية وهذا يعد عدم احترام للوزارة لذلك رفضنا الاجتماع مع ممثليه، وأضافت أنه يدعي أنه تابع للمركز وعلاقته بالوزارة الولائية إشرافية وأن الذي قام بتعيينه هو الوالي ولكن الحقيقة غير ذلك.
إعادة هيكلة:
بالمقابل، ثمن عدد من خبراء الإعلام بالولاية الإجراءات الإصلاحية الجريئة للوزيرة مطالبين بإعادة هيكلة الإذاعة وفحص الشهادات التي تم بها التعيين لجهة أن بها اتهامات وشائعات بأن بعضها مزورة بجانب مراجعة الدرجات الوظيفية لكل العاملين حتى يتم وضع الرجل المناسب والمرأة المناسبة في المكان المناسب لرد الحقوق إلى أهلها وإزالة (الغبن).
حواكير الإذاعة:
في ذات السياق، كشف عدد من العاملين بالإذاعة -فضلوا حجب أسمائهم- عن وجود حواكير بالإذاعة يمتلكها أشخاص معينون أشبه بحواكير الأرض بدارفور واتخذوا من بعض المؤسسات والجهات حكرا لهم يتداولونها بينهم، بينما تقوم تلك الجهات بدعمهم ماديا وتذهب تلك الأموال إلى الجيوب مباشرة وهذا ما اصطلح على تسميته (بالحضري) أو (العود) وهو أشبه بعمل السماسرة في السوق، وأضافوا أن هناك شكوى من المواطنين بأن شلليات الإذاعة لا تقوم بعمل أي مادة إذاعية سواء كانت خبرا أو برنامجا إلا بعد دفع مبلغ معلوم، أي بمعنى تحسس جيبك قبل التسجيل.!!
خطوة متأخرة:
في ذات السياق أكد عدد من مراسلي الصحف بالولاية لـ(فلاشات) أن خطوة الإصلاح جاءت متأخرة جدا مطالبين بإعادة إنتاج البرامج بما يتوافق والتبشير بالسلام والاستقرار الذي عمّ الولاية وفتح آفاق الاستثمار فضلا عن تضميد جراحات الحرب والنزوح والصراعات القبلية علاوة على جعل المواطن قريبا من إذاعته وأن الذي يدفع للإذاعة هو حكومة الولاية ووزارة الثقافة والإعلام. وشدد مراسلو الصحف على ضرورة أن تتلمس الهيئة قضايا المجتمع الحياتية والتحاور مع النازحين في معسكراتهم ونقل النبض الحي لمحليات الولاية بجانب تغيير النمط التقليدي البائد في العمل الإخباري والتحريري ليكون أخبارا تفاعلية وبرامج استقصائية ناهضة تضج بالحياة والمعرفة والتلقائية بعيدا عن المساحيق وهرمونات النفاق الاجتماعي.
رابط وحيد:
عدد من المواطنين قالوا لـ(فلاشات) إن إذاعة نيالا هي الرابط الوحيد بينهم ومدينة نيالا وحكومة السودان وعندما ينقطع بث الإذاعة يعتقدون أن هناك مصيبة ألمَّت بالولاية وهم لا يعلمون، مشيرين إلى الاستقطاب الحاد لإذاعة دبنقا وتحريضها للمواطنين لمعارضة الحكومة دون أن تتلمس القضايا الحقيقية للمواطنين في الخدمات الأساسية، فيما أشار عدد من العاملين بالإذاعة -فضلوا حجب أسمائهم- إلى أن الإذاعة تعاني من خلافات داخلية حادة تأثرت بالاستقطاب الإثني والتكتلات بدارفور منوهين إلى أنهم محرومون من استحقاقاتهم في سقف الإنتاج لأكثر من سنتين بجانب هضم حقوق منتجي الإعلانات التي تورّد نقدا إلى خزانة الإذاعة، إلى جانب عدم وضوح الرؤية وعدم الشفافية في الأموال التي استلمتها الإذاعة في شهر رمضان من الحكومة والخيرين.
ظروف صعبة:
مدير هيئة إذاعة نيالا خالد شرف الدين للصحفيين قال لـ(فلاشات) إن أسباب توقف البث تعود إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بسبب قلة الوقود، مؤكدا أن الإذاعة اليوم أكثر انسجاما من أي وقت مضى بيد أنه عاد وقال إن هناك من يقول بأنه لا يرغب في مدير الإذاعة وهذا شيء طبيعي في أي مؤسسة، كاشفاً عن وجود أشخاص غير فاعلين من العاملين يثيرون المشكلات. ونوه شرف الدين إلى أنهم وضعوا ميزانية لرمضان بمبلغ (85) ألف جنيه استلموا منها (27) ألفاً تم صرفها في الإعاشة، لافتا إلى عدم إيفاء المسؤولين بتبرعاتهم للإذاعة، مبينا أن المحطة الخارجية تشغيلها يكلف برميلا واحدا يوميا أما الداخلية فتشغيلها يكلف ما بين (4) إلى (5) جركانات وقود يوميا، وهم لا يستطيعون توفيرها الآن بسبب إيقاف الإعلانات التي كانت تضخ مبالغ مالية لإذاعة نيالا.

صحيفة السوداني
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version