تعمل الخالة «س» بائعة شاي منذ عدة أعوام ويبدأ يومها من الفجر إلى المساء يوميا دون كلل أو ملل ولا يكفي ذلك لحاجة شراء دواء الضغط أو لقاء الطبيب الذي يخفف عنها ما تعانيه من الألم وهي أم لأربعة أطفال وتأتي من منطقة بعيدة وهي تعمل تحت مظلة احدى الجامعات وتحمل على كتفها معدات مهنتها الشريفة. وأضافت الخالة «س» أن كل هذا التعب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لا يكفي مصروف يوم واحد في ظل مطاردة حملات المحلية المتكررة لها مما جعل بعض الزبائن يشربون الشاي من بائعات أخريات.
هذا المشهد لواقع حقيقي من مشاهد الحياة «سلوى محمد» بائعة كسرة تقول بعد ان أرغمتنا ظروف الحياة وساهمت في خروجنا الى العمل لكسب لقمة عيش حلال، بالرغم من ذلك لا تكفى لمصروف اليوم في ظل الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار مع متطلبات الأبناء الكثيرة من رسوم دراسية ومصاريف يومية. فقد توفي زوجي وتركهم صغارا مما جعلني أخرج الى العمل وفى المساء أعمل على بيع عشاء أمام باب منزلي.
الحاجة نفيسة آدم أحرقها هجير شمس السوق المركزي بالرغم من مظلتها التى تستظل تحتها، تبيع التوابل منذ اكثر من أربعة اعوام وتعول خمسة أطفال اكبرهم سنا يدرس بالصف الثامن، وأضافت أعمل من أجل أن يواصل أبنائي دراستهم حتى اضمن لهم مستقبلا واعدا، وقالت نفيسة ولجت هذا المجال نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة وأن زوجها يعمل باليومية وعائده لا يكفي لاحتياجات اليومية في ظل ارتفاع الأسعار ارتفاعا جنونيا يوما بعد يوم.
عبد الله حسين خريج يقول إنه بعد تخرجه لم يجد وظيفة لذلك قرر الدخول للعمل في السوق بعد ان سدت كل الطرق أمامه نحو مستقبل مشرق، فتمسك بالأعمال الهامشية رغم الشهادة الجامعية، عمل في بيع الرصيد وقال انه لا يكفي نفسه خاصة وانه في العاصمة واسرته في الأقاليم ولكن لم يجد وظيفة تعوله. وعبد الله لم يكن المثال الوحيد لآلاف الخريجين الذين ضلو طريق الوظيفة واتجهوا نحو السوق بعد التخرج بشهادات الامتياز وآخرين امتهنوا مهنا اخرى كسائقي ركشات وكمسارة في إحدى المركبات العامة.
العم محمود عثمان سائق عربة كارو بلغ الستين من العمر يصارع الحياة من اجل أطفاله بينما يتجه احيانا لبيع المنتجات الموسمية على سبيل المثال الذرة الشامية والنبق والفول والمانجو، يبدأ يومه منذ الصباح الباكر ويمتد الى آخر المساء وما يتحصل عليه لا يكفي لقفة الملاح والخضار وشاي الصباح لذلك اضطررت لإخراج ابنائي من المدرسة في المراحل المختلفة على الرغم من حلمي وأملي ان يتعلموا ويحمل كل منهم شهادات جامعية ويعملوا في وظائف مرموقة ولكن ما باليد حيلة.
هالة ناصر استاذة علم الاجتماع قالت فى حديثها لـ «الإنتباهة» ان الظروف الاقتصادية جعلت كل الاسر تخرج الى العمل فنجد الابن يخرج والاب والزوجة ومع ذلك لا يكفى لتلبية احتياجات الاسرة فمعظم الذين خرجوا الى سوق العمل من أصحاب التخصصات الجامعية أجبرتهم ظروف الحياة، وكذلك الأمهات خرجن الى الأسواق وعملن فى مهن مرهقة ولكنها شريفة.
فعلى رب الاسرة ان يعود ابناءه الاعتماد على أنفسهم ويمكن ان يجعلهم يعملون معه بعد انقضاء يومهم الدراسى ليكونوا أكثر مسؤولية وذلك يكون عن طريق تقسيم وقتهم وجدولته.
صحيفة الانتباهة
عائشة الزاكي
ت.إ[/JUSTIFY]