المهم، تحكي الطرفة أن طفلاً صغيراً في أحد الأحياء، اشتهر بشقاوته فلم يكن يكتفي بتعليقاته اللاذعة فقط، إنما أحياناً يمد ذراعه لكل ما يرى. في أحد الأيام جاء ضيفٌ إلى دارهم ومكث طويلاً، نهار ذلك اليوم وخلال تلك الفترة لاحظ الضيف هدوء الطفل وسكوته وظن بأنه مختلف عن بقية الأطفال فهو كان يتوقع الشغب أو الإكثار من الأسئلة.. المهم ضيفنا المقدر أراد ملاطفة الطفل بعبارة يشيد فيها بسلوكه فقال له: والله إنت ولد مهذّب ومؤدّب شديد خلاص! والضيف منتظراً الإجابة جاءته الكلمات سريعة من الطفل: والله لو ما أمي قالت لي بتديني حلاوة بعد ما تمشي، إنت كنت حتشوف أنا بعمل ليك شنو في نخرتك الكبيرة دي..!!
وأتذكَّر هذه الطرفة البسيطة عندما اطلعت على مقال كتبته الأستاذة رشا عوض بالزميلة (أجراس الحرية) وهي تكتب عن المدخن النبيل، والمقصود طبعاً مدخني السجائر الذين يحترمون مشاعر الآخرين سواء في العربات أو الغرف أو المكاتب..
وما جعلني أتذكّر قصة هذا الطفل المهذب هو قلة عدد المدخنين النبلاء الذين تتحدث عنهم الأستاذة رشا.. وليس الأمر كذلك فحسب، فبعض الذين يبدون مهذبين لنا.. كما بدا الطفل بطل القصة أعلاه للضيف… في الباطن لا يتخلون أبداً عن أنانيتهم وتنفيذ رغباتهم على حساب أي شيء مهما علا وسما فيكفيهم فقط الحصول على الكيف.
ما رأيك في المدخن الذي يلتزم بالخروج من الغرفة العامة التي بها أناس آخرون ويذهب إلى داخل حمام في مصلحة عامة ليقوم بالتدخين داخله، وعندما يخلص من السجائر يقوم برمي عقاب السجائر داخل فتحة حمام السايفون؟ ما رأيكم في مثل هذا الشخص؟ لاحظوا بأن الشخص القادم من ورائه مستخدماً الحمام سيتضرر من أثر التدخين، لكن الأهم من هذا أن باقي السجائر هذا يسد مجرى الحمام فيحدث إنسدادا لخطوط سير المياه المؤدية إلى المجاري الرئيسية؟ أو ما رأيك في الذي يقذف بقايا السجائر في داخل درج المكتب غير مكترث بالقادم وراءه؟
من أجل ذلك جئت بالعنوان أعلاه وقلت ليته كان مدخناً فقط، فالكثير من المدخنين لا يهمهم الأثر السلبي الذي يسببونه للآخرين ولا يبالون بمرض الآخرين. وإذا قال آخر عن وجود من يقدِّرون ظروف الآخرين فأقول بأن غالبية المدخنين لا تتصرّف بالطريقة المحترمة وبالتالي فالصورة العامة تؤخذ بتصرّف الغالبية منهم.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1159- 2009-2-3