القاهرة (رويترز) – تقول جماعة مصرية ناشئة مناوئة للحكومة ولديها استعداد من بين جماعات قليلة لدعوة الناس للنزول الى الشارع انها عازمة على تغيير النظام ديمقراطيا وان أعضاءها مستعدون للمخاطرة بالتعرض للقبض عليهم عملا على تحقيق هذا الهدف.
ويقول زعيم حركة شباب ستة ابريل أحمد ماهر وهو مهندس مدني انه يعمل حاليا على بناء قاعدة شعبية للتغيير الديمقراطي في دولة ينأى مواطنوها بأنفسهم عادة عن المشاركة في الاحتجاجات العامة.
وقال ماهر أخيرا في مقابلة مع رويترز “لا بد من تغيير النظام. ليس تغيير شخص بل تغيير نظام بالكامل. تغيير منظومة قوانين. ولا بد أن يكون هناك فصل بين السلطات.”
وفشل جهد سابق لتنظيم احتجاجات شعبية بذلته الحركة المصرية من اجل التغيير “كفاية” في منع اعادة انتخاب الرئيس حسني مبارك عام 2005. ويشغل مبارك (82 عاما) المنصب منذ عام 1981. ونادرا ما نظمت كفاية مظاهرة تضم أكثر من ألف شخص وفقد جهدها قوته الدافعة منذ ذلك الحين.
لكن حركة شباب ستة ابريل التي تضم في صفوفها أعضاء أنشط وأكثر شبابا تقول انها ستبني على ما حققته كفاية لتغيير الحكومة.
ويقول منتقدون للحكومة ان انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2005 والتي كانت أول انتخابات رئاسة تعددية في البلاد شابتها مخالفات واسعة.
وقال ماهر الذي ألقي القبض عليه مرتين “نحن كمجموعة راضون (بالسجن). هناك ناس اذا اعتقلوا يصبحون أقوى… هناك ناس تخاف.” وأضاف أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون تضحيات واصرار.
وفي تباين مع ذلك قالت جماعة الاخوان المسلمين أقوى جماعات المعارضة المصرية انها لن تخاطر بمواجهة مفتوحة مع الدولة من خلال النزول الى الشارع في احتجاجات واسعة النطاق تسحقها قوات الامن.
وتشكلت حركة شباب ستة ابريل بعد اشتباكات مع الشرطة بدأت يوم السادس من أبريل نيسان العام الماضي في مدينة المحلة الكبرى شمالي القاهرة خلال دعوة عمال الغزل والنسيج في المدينة لاضراب احتجاجا على التضخم المتصاعد. وما زال أمامها طريق طويل قبل أن يكون بامكانها تعبئة احتجاجات جماهيرية فعالة.
وتحولت الحركة الى حركة احتجاج أوسع بعد أن قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرات اخرون خلال الاضطرابات التي استمرت يومين في المحلة الكبرى فيما كان ذروة لاكثر من عام من الاضرابات والاحتجاجات العمالية.
وقال ماهر ان أنصار حركة شباب ستة ابريل يقربون من 76 ألفا على موقع فيسبوك على الانترنت وهو وسيلة مهمة لتعبئة المعارضين في مصر لكن عدد الاعضاء النشطين في الشوارع مئات أقل قليلا من ألف.
وفشلت دعوة الحركة الى “يوم للغضب” في السادس من أبريل نيسان من خلال اضراب عام في الذكرى السنوية الاولى لاشتباكات المحلة الا انها لاقت تأييد جماعات المعارضة اليائسة ومن بينها حزب الغد الليبرالي وبعض أعضاء جماعة الاخوان المسلمين.
ويقول ماهر ان حركته تضم أعضاء من أيديولوجيات متعارضة لكن الجميع يتفقون على الحاجة الى تنحي مبارك والحزب الحاكم برغم أنه يدرك أن التغيير الحقيقي أمامه وقت طويل.
وقال “لا يمكن أن نغير في سنتين أو ثلاث. نحن نعرف أن هذا المشوار طويل جدا وعلينا أن نستمر ونستمر ونستمر.” لكنه قال انه لن يدعو الى احتجاجات في الشوارع الا في مناسبات تختار بعناية.
وفي انتقاد غير مباشر لسابقيه في كفاية الذين يقودهم رجال أكبر سنا وأكثر حذرا قال ماهر “لن نجلس في مكاتب ونضع نظريات.”
واضاف “من أجل ألا تحدث فوضى لا بد أن يكون الشعب على درجة من الوعي وتقبل فكرة التغيير السلمي. هذا ما نحاول أن نوصله للناس.”
وأضاف “نحن ننزل الى الشارع بالتظاهر لنصل الى الناس. الحكومة تعتقل البعض… لكن ننزل مرة ثانية وثالثة ورابعة.”