وقال باسيل في تصريحات للصحفيين، بعد اجتماع لتكتل “التغيير والإصلاح” النيابي (التكتل المسيحي الأكبر التابع لقوى 8 آذار المؤيدة لنظام بشار الأسد ويرأسه النائب ميشال عون)، نقلها تليفزيون otv الخاص، إن “الإرهاب يتغلغل في لبنان ملثما بالدين، ومتخفياً بزي النازحين السوريين في بعض أماكن إيوائهم”.
وفي سياق آخر، أضاف باسيل (أحد الوزراء التابعين للتكتل): “نحن نعتبر أن ما يحصل مع مسيحيي العراق وسوريا والمنطقة وكل مكوناتها يصيبنا، وما يستهدفنا في السياسة والحياة في لبنان إنما يصيب الهوية المشرقية”.
ورأى أن المشرقيين “يشهدون مسلسل تصفية هوية ووجود ودور”، مشيرًا الى أن المسيحيين في فلسطين “يتعرضون لتصفية حضورهم” على يد إسرائيل مباشرة، وفي سوريا “تتم التصفية على يد جماعات التكفير، بمعاينة وتشجيع من المجتمع الدولي، وفي العراق تتم على يد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)”.
وتوجه باسيل للمسيحيين حول العالم بأن ما يحصل “لا يهدد المسيحيين في منطقتنا فقط بل في العالم كله”، مخاطبا العالم الإسلامي أيضا أن “ما يتهددكم أكثر بكثير مما يتهددنا”.
وكان مصدر أمني لبناني قال في وقت سابق لـ”الأناضول” إن “صدمة” أصابت الحكومة اللبنانية جراء خروج عشرات المسلحين من مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، التي تضم أكثر من 106 آلاف نازح سوري، لمساعدة المجموعات المسلحة التي قاتلت الجيش اللبناني وخطفت عددا من عسكرييه مطلع شهر أغسطس/آب الجاري.
واندلعت مطلع الشهر الجاري معارك ضارية بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له بـ”الإرهابيين والتكفيريين” واستمرت 5 أيام في محيط عرسال، التي تضم أكثر من 106 آلاف نازح سوري، وذلك على إثر توقيف عماد أحمد الجمعة، قائد لواء “فجر الإسلام” السوري.
وأدت هذه المعارك الى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالإضافة إلى خطف عدد من الجنود وعناصر قوى الامن الداخلي، كما قٌتل وجٌرح العشرات من سكان لبلدة المدنيين واللاجئين السوريين.
وتوقفت المعارك بين الجيش والمجموعات المسلحة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين والبدء في إطلاق سراح العناصر الأمنية اللبنانية المحتجزين.
ولا تزال المجموعات المسلحة السورية ومن ضمنها “الدولة الاسلامية”، التي قاتلت الجيش اللبناني في عرسال، تحتجز عددًا من العسكريين والعناصر الأمنية بعد الإفراج عن 8 منهم على دفعات من أصل أكثر من 20.
وتطالب المجموعات المسلحة بالافراج عن موقوفين في السجون اللبنانية وحماية أمن مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال، وعدم اقتحامها، وتوصيل المساعدات إليها، إضافة إلى حفظ أمن الجرحى السوريين الذين أصيبوا خلال الاشتباكات مع الجيش اللبناني.
يذكر أن أعداد النازحين السوريين، حسب إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللآجئين، فاق المليون ومئتي ألف نازح، ورجّحت المفوضية أن يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون في نهاية العام الحالي.
وسيطر مسلحون سنة، يتصدرهم تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأسبوع الماضي، على مدينة قرقوش، أكبر مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية المسيحية، وبلدة برطلة (ذات أغلبية مسيحية)، بمحافظة نينوى (شمالي العراق)، ما دفع أكثر من 100 ألف عراقي مسيحي على الأقل للفرار باتجاه إقليم شمال العراق.
ونهاية الشهر الماضي، أمهلت “الدولة الإسلامية” في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة، دعتهم فيها إلى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو مغادرة المدينة دون ممتلكاتهم باعتبارها “غنائم”.
وكان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أبدى اليوم قبيل مغادرته بيروت، اليوم الأربعاء، إلى أربيل عاصمة شمال العراق عتبا على الدول الكبرى والدول العربية لـ”عدم وقوفهم” الى جانب المسيحيين في العراق وسوريا، مطالبا الدول المعنية بمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” وكل المجموعات الإرهابية الأخرى.
حمزة تكين / الأناضول
ي.ع