اسحق أحمد فضل الله : شيء تحت بنطلون رجل يقتل ستين مليوناً ويهدم العالم (وبارك الله فيه ــ لما فعله باليهود)

[JUSTIFY] قالوا لولا أن هتلر كان مصاباً بالزهري لما نشبت الحرب العالمية.
> شيء تحت بنطلون رجل يقتل ستين مليوناً ويهدم العالم (وبارك الله فيه ــ لما فعله باليهود)
> قالوا: لولا أن زوجة ماكميلان كانت تخونه ما نشبت حرب السويس.
> يعني أن زوجة نكدية وزوج (خرع) كانا هم السبب في خراب هائل.
> قالوا: لو أن أنف كليوباترا كان أصغر لتغير وجه العالم.
> .. يعني أن شهوة رجل كانت هي السبب في جرجرة ملايين الناس من أسرهم إلى البحار إلى المعارك.. إلى الموت..!!
> قالوا ــ قالوا
> التاريخ ما يصنعه هو هذا.
> .. ونحن ــ السودان ــ نصيبنا المتأخر من التاريخ ما يقوده هو شيء آخر.

(2)
> السبت الماضي محطة إذاعية تعيد لقاءً مع خضر حمد سجل أيام الستينيات.
> وكتاب كاريكاتير أمامنا وفيه رئيس الجمعية الماسونية السودانية وبعيون مهتاجة يصرخ ووجهه الى السماء.
: يا مهندس الكون.. يا صمد ــ همد ــ كمد ــ كاشف الاسرار خضر حمد.
> خضر حمد الستينيات كان يكتب عن شيء واحد يدير السودان .. هو الجمعية الماسونية.
> ونجلس الى من نلقاه (داخل وخارج) السودان وكلهم ينتهي بأن شيئاً واحداً يدير السودان.
> الماسونية!!
> والسبعينيات محفل عطبرة هو ما يأتي بالنميري للحكم.
> ثم هو من يطرد النميري حين يتجه اسلامياً.
> .. قبلها نقص كيف ان الماسونية هي من صنع ثورة اكتوبر لإنقاذ تمرد الجنوب من الإبادة.
> وما يسمى (المنظمات) ليس أكثر من ثوب آخر للماسونية هذه.
> ثم صنعت قرنق.
> ثم ما بعد قرنق.
> وعام (2000م) الجمعيات هذه حين تشعر بأن قرنق يهزم تخطط لما بعد قرنق.
> ومدرسة مثل مدرسة نيام ليل في الجنوب يبعثها الناس من تحت الركام.. ويدعون الطلاب.. كان هذا عام 2000م.
> وسبعة عشر طالباً فقط كانوا هم العدد كله..
> ثم..؟
> ثم شيء غريب يحدث.
> قبل الامتحان إلى الجامعات بقليل تزدحم المدرسة بألف طالب من أطراف السودان.. ألف!!
> ومن يحملهم إلى هناك كان هو (طائرات) جمعيات معينة.
> ثم امتحانات دون رقابة.. دون رقابة..
> ثم زحام بجامعات العاصمة بالذات.
> .. ثم!!
> كانوا هم قادة كل تمرد بعد ذلك.

(3)
> كل أزمات السودان إذن.. بواسيره.. وزهريه.. وخياناته و.. و.. هي ما يصنع سياسة السودان لسنوات طويلة.
> لكن شيئاً يحدث الآن.
> وكلمة (حوار).. هي جزء مما يحدث الآن .. وهي مضللة.
> .. وما يحدث الآن هو
> تخطيط استراتيجي.
> .. وكله تخطيط القاموس الذي يشرحه يقول إن رجلاً واحداً ــ عبقري اقتصادي.. هو الذي أقام ألمانيا.
= ألمانيا ما بعد الحرب = من تحت الركام.
> الركام بأسوأ ــ وبكل معاني ــ كله ركام.
> ومثله الرجل الذي بعث اليابان من الركام ذاته
> .. لكن.
> مهندس الاقتصاد ينجح لأنه يجد حاكماً مثل المستشار يومئذٍ (كونراد اديناور) يحاضر البوندستاج ــ البرلمان الألماني ــ عام 1950م لثلاث ساعات ثم يقول بعدها
: برلين الآن مقسمة ــ وبعد أربعين سنة ــ نعيدها واحدة.
> وأعادوها بعد تسعة وثلاثين سنة.
> اديناور هذا كان هو من يدعم العبقري الاقتصادي وهذا يقيم ألمانيا جديدة.. لأن شيئاً يسمى التخطيط كان هناك.
> .. والياباني ــ المهندس ــ ينجح الى درجة جعلت بيته اول بيت ــ وآخر بيت ــ في اليابان يزوره الإمبراطور.
> وهناك الشارع كله يسجد ــ حين يعبر الإمبراطور من هناك

(4)
> التخطيط يقول إن المجتمع المتماسك يستطيع أن يكون معجزة في النهوض ــ والسودان متماسك.
> ويكفي أن السودان تحاربه امريكا منذ ربع قرن ولا يسقط، وتحاربه الماسونية منذ نصف قرن ولا يسقط.
> .. القوة الذاتية ــ دون تخطيط ــ كانت تصنع هذا.
> الآن.. القوة الذاتية هذه تلتفت ــ سراً ــ إلى التخطيط .. والسودان يبدأ.. يبدأ.
> والحوار جزء صغير من الأمر كله.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version