اسحق أحمد فضل الله : الأجواء هذه يستخدم فيها المهدي ذكاءه لاصطياد حكم السودان.. وفرنسا تنفخ نيران الفتنة هنا عبر نيران إفريقيا الوسطى وعينها على السودان

[JUSTIFY]في الستينيات.
> والمرأة في مسرحية قديمة تخرج من القصر وهي تصرخ ساخطة
: كل شيء أصبح فوضى.. حتى الشمس أصبحت تشرق دون أن تستأذن من الملك.
> في التسعينيات المرأة في المسرحية لعلها تخرج وهي تصرخ
: حتى الشمس تخرج دون أن تستأذن من أمريكا.
> المسرحية لو أنها تعرض الآن لخرجت المرأة وهي تصرخ
: … دون أن تستأذن من الدول السبع.. و… و…
> العالم يعاد تشكيله بعيداً وقريباً.

«2»
> عام 2010 واليوم الشاشات تزدحم ــ في العالم الإسلامي ــ بالأعلام فوق رؤوس الملايين.
> علم أصفر يغطي الملايين في تونس ضد بن علي.
> علم أخضر فوق رؤوس الفلسطينيين في غزة.
> علم أحمر وأصفر فوق رؤوس الملايين في رابعة ــ مصر.
> علم أسود فوق رؤوس المقاتلين في داعش.
> العالم يبحث عن الحل.

«3»
> الأسبوع الماضي البرلمان الليبي يطلب تدخلاً «دولياً».
> يطلب أن يستعمره العالم حتى يهرب من الثوار.
> في الأسبوع ذاته الجيش الحر في سوريا يطلب تدخلاً دولياً ضد داعش.
> العراق يطلب تدخلاً دولياً ضد داعش.
> دول عربية تتدخل سراً ضد حماس.
> هذا حول السودان.
> وتحت كتف السودان ليبيا تشتعل وتشاد تشتعل.
> والأسبوع الماضي أربعمائة من قبيلة مشتركة مع السودان تشتبك مع «التبو» شمال تشاد.
> وسبعون عربة فقط ترجع.
> وفرنسا تنفخ نيران الفتنة هنا عبر نيران إفريقيا الوسطى وعينها على السودان.
و… و…
> الأجواء هذه يستخدم فيها المهدي ذكاءه لاصطياد حكم السودان.
> ويشترك في اتفاقية باريس.. وفرنسا ترعى ما هناك.. مثلما ترعى إفريقيا الوسطى وتشاد و…
> وفي الوثيقة الخداع الرائع يعمل.
> ففي الفقرة الثانية من الوثيقة الصادق يطلب
: انتفاضة شعبية مدعومة من الجيش.
> في الثالثة ــ ولخداع الجيش ــ يطلب الحفاظ على الجيش.
> وفي الفقرة الثالثة مباشرة الصادق يقرر ــ بعد نجاح الانتفاضة ــ تفكيك الجيش.
> المطلوب هو.. حتى لا يهرب أحد من المحاكمات.. هكذا قال.
> المخطط إذن عند الرجل هو
: أن يقبض الشعب على الإنقاذ.
> بعدها الجيش يقبض على الشعب.
> بعدها الأمن يقبض على الجيش مع حزب الأمة.. وحليفه تمرد العدل والمساواة.
> بعدها الأمة يقبض على العدل والمساواة.
> بعدها الصادق يقبض على الحزب.
> بتسليم وتسلم من نائبه الأستاذة مريم الصادق.
> والشهر الماضي ــ ولا أحد يعلم الغيب ــ نحدث هنا أن «ابن الصادق المهدي الأكبر يحدث أباه عن خلافته في رئاسة الحزب».
> ونحدث عن أن شيئاً سوف يقع.
> ولا «حدث» هناك لو أن الصادق المهدي وافق على العرض.
> و«الحدث» يعني أن شيئاً سوى ذلك سوف يحدث.
> والصادق يجعل ابنته نائباً للرئيس من هنا.
> والأسبوع الماضي المهدي يطرد ابنه من الحزب من هناك.
> في مقاطعة كاملة للوطني.. وفي لقاء كامل مع المشروع الفرنسي.. الأمريكي.
> الصادق يقرأ ما يجري من تغيير في العالم ــ في الدول التي تطلب من أوروبا استعمارها.
> الصادق يقرأ نشاط فرنسا الذي يقترب من السودان.
> والصادق ــ الذي لا دبابات عنده ــ يهبط باريس ليوقع وثيقة.
> والصادق بالوثيقة كان يخاطب ــ ويخطب ــ فرنسا ويمثل حركة العدل.

«4»
> الصادق يقرأ شيئاً آخر.
> فالعالم اليوم ــ إعادة تشكيل العالم ــ مشروع تقول الدراسات كلها إنه يقوم على الاقتصاد.
> والاقتصاد ما يديره هو اتصالات السوق.
> واتصالات السوق ما يقودها هو الموانئ.
> والسودان محاط بدول كلها يبحث عن ميناء.
> تشاد مغلقة وإفريقيا الوسطى مغلقة والجنوب مغلق ويوغندا مغلقة وإثيوبيا مغلقة و…
> والسودان هو الميناء الأقرب لكل الدول هذه.
> والدول هذه بالذات ــ عدا واحدة ــ تقودها فرنسا.
> الصادق يقول لفرنسا «هيت لك».
> لكن فرنسا تعرف أن الاقتصاد لا ينبت وسط الحريق.
> والدول هذه كلها تشتعل الآن بالحريق.
> وبرنارد شو قالوا له عن مسرحية «عربة التفاح» إنها أسوأ مسرحية تكتبها قال
: إنها أبرع مسرحية يكتبها رجل في الثمانين من عمره.
> والصادق مثلها.
> لكن عربة التفاح توقف عرضها بعد شهر واحد.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version