* كثيراً ما يسألنا البعض عن الوقت الذي نجده لكي نقرأ الصحف الكثيرة التي لابد من قراءتها، خاصة بالنسبة لنا نحن، حتى نقارن ونعرف الذي فات علينا والذي سبقنا فيه، لكن من الصعب القول بأننا نقرأها كلها من الأولى إلى الأخيرة.
* أولاً الأخبار شبه مشتركة اللهم إلا ما ندر وحتى في هذا قليلاً ما يستوقفنا خبر أو أكثر في هذه الصحيفة أو تلك ، حتى الآراء والأعمدة تتناول نفس القضايا وإن بأسلوب مختلف ولكن أحياناً يستوقفنا مقال أو عمود نقف عنده بتمعن.
* لا يعني هذا أننا نحكم على الآخرين الذين هم أيضاً يتعاملون مع ما ينشر في الصحف بذات المقاييس وإن اختلفت الإهتمامات، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة ظواهر وقضايا إجتماعية وأخلاقية فرضت نفسها على الصحافة والصحفيين وأصبحت محل إهتمامهم واهتمام القراء أيضاً.
* هذا ما جعلني أخصص كلام الناس السبت للقضايا الإجتماعية والأسرية، ولذات السبب أتوقف عندما يكتب حول هذه الظواهر والقضايا التي فرضت نفسها لخطورتها على مستقبل البناء الإجتماعي والأسري الأهم لبناء الأمة كلها.
* أمس الأول لفت نظري ما كتبته عواطف عبدالرحمن فرح في عمودها بالزميلة (الخرطوم) “عوافي”، ووقفت عنده طويلاً لأنها تناولت فيه قضية تربوية مهمة بأسلوب درامي جذاب عن شابة خرجت عن طورها وعن أسرتها ، ودخلت في حالة هستيرية خرجت بها في الشارع العام.
* لن أعود بكم لتفاصيل ما ذكرته عواطف من شد وجذب معها من أطراف الأسرة الذين (غلبتهم الحيلة) تجاهها ، ولكن وقفت كثيراً عند مشهد (بصق) هذه الشابة (المهسترة ) في وجه أمها !! الأمر الذي يؤكد وجود خلل تربوي وأخلاقي مريع يتحمله الوالدان وربما الأم بصفة خاصة مسؤولية أكبر فيما وصلت إليه حالة هذه الشابة.
* أخيراً وضعت عواطف النقاط على الحروف وهي ترجع الحالة الهستيرية لهذه الشابة إلى (المخدرات) ، بعد الإشارات الغامضة التي أوردتها على لسان أفراد الأسرة ، لتدفعنا دفعاً كي ندق جرس الإنذار معها منبهين إلى خطورة ما يجرى وسط شبابنا من الجنسين وفي مراحل مبكرة .. ونحن في غفلة عنهم.
* لا نتهم هنا الآباء والأمهات وأولياء الأمور وحدهم فهناك ظروف ضاغطة مثل الظروف الإقتصادية ، والإجتماعية مثل عدم إقبال الشباب على الزواج ، وأخرى مثل تفشى العطالة وسط الشباب ، وغيرها مثل عدم الرقابة الأسرية والمدرسية وسط انتشار مروع لأنواع مختلفة من المخدرات التي تتسرب خلسة لأكبادنا التي تمشى على الأرض لتدمر حياتهم ومستقبلهم.
* لا يكفى هنا دق أجراس الإنذار ، وإنما لابد من شدة الانتباه لما يجرى بين أيدينا وسط الأبناء والبنات الأكثر حاجة للأخذ بأياديهم وعدم تركهم فريسة للإنحراف والجريمة.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]