قصة أغنية الإبر.. قصة آخر أغاني مصطفى سيد أحمد

”1″غنائية مصطفى سيد أحمد لم تلامس الوجدان السوداني وحده، بل تعدت المحلية وتحركت نحو جغرافيا أخرى.. لأنه أراد لها أن تكون لكل الناس بلا تمايز في العرق أو السحنة أو الدين.. أغنياته تصلح لكل زمان ومكان ولا تعترف بحدود الجغرافيا أو التاريخ، لأنها ذات كيمياء خالصة له، هي خاصية التفاعل مع كل وجدان إنساني سليم.. ثمة خفايا وخبايا عن حياة مصطفى سيد أحمد ما زالت غائبة.. وحياته المليئة بالألم والنزيف يمكن التنقيب فيها لسنوات قادمة.. لأنه في تقديري ما زال كالمغارة لم تكتشف أغواره السحيقة بعد.. وأغنية (الإبر) واحدة من الأغاني التي تستحق أن نسترجع تفاصيلها الأليمة.

“2”

يقول مدني النخلي إن هنالك قصة غريبة حصلت قبل وفاة مصطفى سيد أحمد بحوالى عشرين يوماً، وهي: كان الراحل في ذلك اليوم عائداً من جلسة غسيل الكلى، وكان اليوم هو الأربعاء، وبالطبع هنالك مرضى آخرون يغسلون في نفس غرفة الغسيل مع الراحل مصطفى، وكان أحدهم قد غطت طعنات إبرة الدرب على كل جسمه، بحيث لم يبق مكان ليس به ضربة إبرة، مما يضطر طاقم التمريض أن يغرزوا إبرة مكان إبرة قديمة، وهنا يحدث الألم الشديد، وقد شاهد الراحل تلك الآلام على وجوه المرضى.

“3”

عند عودته إلى البيت لم يجد نفسه إلا وهو ممسك بالقلم، ليكتب مقطعاً شعرياً حول تلك الحادثة، وقد أسماه (ضرب الإبرة فوق الإبرة)، ثم طلب من مدني النخلي تكملة النص، ولكن مدني لم يستطع ذلك حتى لا يسبب معاناة جديدة تذكر الكروان بضرب الإبر عند غسيل الكلى، ولكن بعد رحيل مصطفى كتب مدني مقطع قصيدة الراحل ثم أكملها.

صحيفة التغيير

Exit mobile version