– كنا نسبق اسمه بعدد من الألقاب الكبيرة، فهو تارة الأرباب، وتارة الريس، وتارة العمدة ود العمدة، وتارة السلطان، وتارة شيخ العرب.
– كان يزهو بين هذه الألقاب مثل الطاؤوس، وهو في مواقع الافتخار تلك. – الآن أضحى مجرد «رقم وطني» ينادى على رقمه وسط الألف من الأرقام فينتفض في كسل ملحوظ، لا يخلو من الزعل.
– هل أصبحنا مجرد «أرقام» على ذلك النحو، فقدنا حتى أسمائنا».. ناهيك عن «الألقاب».
– هذه تسمية «رقمية» حديثة.
(2)
– أسمع عن زوال الصحافة «الورقية»، وعن اقتراب أجلها لتحل بديلاً عنها الصحافة الإلكترونية.
– إلكترونيات تزاحمنا حتى في مهنتنا.
– يبدو أننا بعد أن فقدت الصحافة السودانية «الورق» النقدي في المرتبات، سوف تفقد «الورق» الذي تطبع عليه. – هو فقد شامل للورق.
(3)
– التقديم للجامعات والمعاهد العليا هذا العام كان تقديماً «إلكترونياً».
– حداثة التجربة خلفت وراءها الكثير من العيوب.
– أضحى الطريق إلى الجامعة لا يكون إلّا عبر التقديم الإلكتروني.
– أخشى أن نذهب أبعد من ذلك.. فبعد «التقديم» للجامعات إلكترونياً يكون حتى «التقديم» للعرس «إلكترونياً».
– أي أن العريس سوف يكون مطلوباً منه لاحقاً أن يقدم «قولة خير» إلكترونية يوضح فيها ممزياته وإمكاناته والعناوين التي يمكن أن يرجع إليها للاستفسار عنه.
– ثم تأتي «الخطبة» الإلكترونية، و«العقد» الإلكتروني، و«الدعوة» الإلكترونية، و«ليلة الزفاف» الإلكتروينة.
– يتبع بعد ذلك «الطلاق» الإلكتروني.. ثم هلم «إلكترونيات» لا حصر لها ولا عدد.. فإن غضبت الزوجة هددت بالذهاب إلى بيت أبيها «إلكتروني»، وإن اشتطت في الغضب جهّزت شنطتها «إلكترونية».
– والزوجات يضعن «الشنطة» أعلى الدولاب حتى يصعب جلبها عند الزعل!!
(4)
– لاحقاً قد يصبح الطلاق على هذه الصيغة إلكترونية «هذا هو آخر ظهور لك معي».
(5)
– أبعد من كل ذلك فقد أعلنت السلطات المختصة أن التقديم للحج هذا العام يتم فقط عبر الجواز «الإلكتروني».
– وأن أي جواز «أخضر» – مربوع – وعيونه «عسلية» سوف يبعد عن المنافسة.
– نحن فجأة فقدنا كل ملامحنا القديمة ووجدنا أنفسنا لا بد أن نجاري العالم إلكترونياً أو نجد أنفسنا خارج الخارطة.
(6)
– الحزن إلكتروني – مثل «البيض المسلوق» لا طعم له.
– حزنت «إلكترونياً» أغلقت الهاتف الجوال.. هل دليل الحزن هنا أضحى «هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً»؟
– حزنت أكثر – الإشارة «طشت» من الطبق.. وطلعت من الشبكة بعد أن كان الهاتف وحده خارج الشبكة.
(7)
– الحب إلكتروني يجعلك ترسل رسالة هاتفية فاضية ثم تنتظر تقرير الاستلام.
(8)
– انتظر «بصل» إلكتروني، و«فول» إلكتروني، و«عجور» إلكتروني.
– وقد ندخل العولمة ويصبح عندنا «كسرة» إلكترونية، و«حلو مر» إلكتروني.
(9)
– مريم الصادق المهدي هي النسخة «الإلكترونية» من الصادق المهدي.
(10)
– انتهى.
صحيفة آخر لحظة
ت.أ