وقالت والدة الطفل (محمد صالح دهب) الذي يتلقى العلاج في مستشفى الدوحة التخصصي شرق الخرطوم أمس لـ (حكايات)، ان صبياً من الحي الذي تسكنه الأسرة ويعمل على (عربة كارو)، دأب على جمع الأطفال حوله كل يوم (عشان يفسّح فيهم بالكارو) على قولها، فاجأ (3) أطفال قبل يومين، بأن حمل حبوباً بيضاء اللون أذابها في الماء وأجبرهم على تجرعه،
وكانت نتيجته كما قالت الأم: (الشافع الأول لسانو طوالي اتقسم نصّين، والتاني قاعد فقد القدرة على الكلام من الوجع، وولدي محمد بدأ يستفرغ دم يومين بحالو بعد ما وقع جنب باب البيت من الحاجة الشربا).
نقلت الأسر أطفالها إلى المستشفيات لإسعافهم، تعافى الطفلان وعادا إلى منازلهم، وبقى الطفل محمد لساعات في مستشفى (بست كير)، ثم يوماً بمستشفى إبراهيم مالك، قبل ان يتم نقله إلى مستشفى الدوحة المتخصص في الحنجرة، ولا زال يتلقى العلاج حتى كتابة هذا الخبر.
وقالت الأم التي زارتها (حكايات) بالمستشفى وهي برفقة طفلها، ان العصير الذي تجرعه كان يحتوي حبوباً سامة، يتم استخدامها في تذويب المواد المتصلبة في آبار السايفون، ونوّهت إلى ان الصبي الذي تشير إليه أصابع الإتهام، كثيراً ما يجوب بـ (الكارو) الذي يعمل عليه في معسكرات اللاجئين القريبة من الحي، وتعتبر مرتعاً للمخلّفات، خاصة الطبية والخطرة على حياة الأطفال، ما يهدد أمن المواطنين في المنطقة.
وأكدت والدة الطفل، انها أجرت العديد من الفحوصات لطفلها بعد أن تسببت المادة التي تجرّعها في تسمم أجهزته الحيوية، ما كلّف الأسرة أموالاً طائلة لمداواته طيلة (11) يوماً، لم يستطع خلالها من الحركة أو تناول الغذاء إلّا عبر أنبوب طبي.
في السياق، أكدت المصادر، ان شرطة حماية الأسرة والطفل تحفظت على الصبي الذي تشير إليه أصابع الإتهام، وأرسلت عينة من الحبوب المشبوهة إلى المعامل الجنائية لفحصها، وتحرّت مع الطفل (دهب) الذي أكد انه أرغم على تجرّع المادة السامة التي طرحته فراش المستشفى.
وأبدت الأم أسفها على طفلها وقالت: (نحن مالنا ومال المشاكل دي، نحن ناس مساكين وما عارفين سبب المصيبة الوقعت علينا دي، وأجبرتنا نصاقر المستشفيات قريب أسبوعين، ذنبنا شنو؟).
الخرطوم: نجم الدين قناوي:حكايات