نعم هي ثورة ابتزاز للشعب الذي يريدون له أن يستثار ثم يثور هرباً وخوفاً من النيران، هذا إن صح وصفها بأنها ثورة من الأساس فالثائر الحقيقي حين يثور وينتفض يثور بإرادته متى أراد ذلك ولا ينتظر كمواطن حر وشعب كريم وعزيز استثارته ودفعه دفعاً للثورة بالقوة وبالإرهاب وبالإجبار بعد أن تضعه الحرب أمام الثورة أو الموت..!
هذا هو هدف من اتفق الصادق معهم، ولا أقول إنه هو هدف الصادق، لأننا لا نريد أن نبدد ثقتنا وتقديرنا واحترامنا للسيد الصادق المهدي حتى الآن.. لا نريد أن نرجح احتمالات اختياره لخيار ابتزاز الوطن بقوة السلاح وابتزاز الشعب السوداني ببندقية عقار وعرمان التي لا تضيف للصادق شيئاً بقدر ما تخصم منه كسياسي عرفته الساحة بالتعقل والتدقيق وتحري مصلحة الوطن قبل تحديد خياراته والالتزام غالباً بطرق ووسائل العمل السياسي باستثناء فترات محددة من تاريخه نظن أنه كان قد اختار فيها خيار السلاح وهو يردد: “مجبر أخاك لا بطل”..
لا شيء يجبر الصادق المهدي الآن على توقيع اتفاق مع الجبهة الثورية وبناء تحالف معها لإنجاز مشروع الثورة الذي يدعو له، لأن الصادق يعلم ونعلم جميعاً أن أية ثورة تتم بأيدي حملة السلاح سيكون فيها الصادق نفسه هو أول الخاسرين..
راعي الضأن في الخلاء يعلم أن مليشيات الجبهة الثورية لو تمكنت من البلاد فإنها لن تُسلِّم السلطة للشعب، ولن تفسح مجالا للقوى السياسية المعارضة وأحزابها بأن (يشموها) مرة أخرى حتى تكفي العالم من المجازر والتصفيات والعبث بالبلاد..
لا مكان لهؤلاء في قلوب السودانيين إلا بعد أن يتبرأوا من حمل السلاح ويعودوا للوطن معارضين أو مناضلين أو الوصف الذي يحلو لهم سنطلقه عليهم إن أرادوه حين يتحولون إلى سياسيين محترمين يقودون مشروع معارضة سياسية محترمة بعيداً عن البندقية..
مريم الصادق المهدي التي تم اعتقالها نرى أنها أكبر من أن تورط نفسها مع الشعب السوداني في تحالف مع كيانات وكائنات لا يحترمها السودانيون ولا يحترمون نهجها الإرهابي.
مريم أكثر وعياً من أن تورط نفسها وتورط السيد الصادق المهدي في هذا الخوض اللزج وهذه الخطوة عديمة الذكاء وعديمة الاحترام..
حالة واحدة فقط تجعلنا نتفهم إعلان باريس وهي أن يضاف إلى الإعلان بند آخر يعلن فيه هؤلاء الحلفاء نبذ لغة السلاح بشكل قاطع وتعلن فيه جبهة عقار وتوابعها تخليهم عن حمل السلاح بشكل نهائي وفوري.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
صحيفة اليوم التالي
ت.إ[/JUSTIFY]