تهاني عوض: الظروف الاقتصادية الطاحنة هي العامل الرئيسي في (إنهيار منظومة القيم والأخلاق)

أن يحاول أحدهم إصلاح (أخلاق الناس) دي حاجة (كويسة) شديد، لكن الإصلاح الحقيقي لا يتم (بالكلام) والنضمي ساااي كدا، يعني لو زول (جعان) وقعدت تحدثه عن (الصبر) وعن ألم الجوع ، وعن سلبيات الشبع (الشديد) كلامك دا بخش بالاضان (الشمال) ويطلع بــ(اليمين) ..

وإحتمال ما يخش ذاتو! لكن لو أديتو (رغيفة) أو (كسرى بملاح بامية مفروكة) أو صحن عصيدة بملاح (كجيك) بتكيف منك شديد وبالطريقة دي بتكون أصلحت له (الحال المائل) ، لا والأظرف والأحسن كمان إنك توفر ليهو (مصدر دخل جيّد) يقيه الجوع والمرض ..

ونفس الشئ دا بينطبق على (الوعاظ) و(الأئمة) الذين يحاولون إصلاح أحوال (أخلاق الأمة) بالكلام النظري المجرد فقط ، ويحملونهم فوق ما هم عليه خطأ وخطيئة (حالهم) ، وهم يعتبرون أن (البلاوي) و(المصائب) التي نعيشها سببها فساد الأخلاق ولكنهم يجهلون أن (فساد الأخلاق) ليس سبباً للمصائب بل هو نتيجة لها ..

فالظروف الاقتصادية الطاحنة هي العامل الرئيسي في (إنهيار منظومة القيم والأخلاق)..وبالتالي إصلاح أخلاق البشر يتطلب قبل (الكلام النظري) أعمال ملموسة وليس مجرد (نقة) ساي ، وتغيير (ظروف الناس) للأفضل مدعاة لتغيير أخلاقهم..

ولذلك الذين يحملون شعار (غيروا أخلاقكم لكي تتحسن ظروفكم) مخطئون ..والصحيح هو (غيروا ظروف الناس لكي تنصلح أخلاقهم).. وليس صحيحا كما زعم الفيلسوف(أوجيست كونت)مؤسس علم الاجتماع المعاصر أن تطور الظواهر الاجتماعية لا يتأثر إلا بتطور التفكير ، وليس صحيحاً أن إصلاح الأخلاق يتوقف على إصلاح التفكير !..

وصادق من قال: لو كان الجوع رجلاً لقتلته ! هوووي ها بدل النقة والتنظير والتبرير افتحوا المجاري..نضفوا المصارف خلوا الموية دي تمشي قبال ما الناس ترحل تمشي (الآخرة) .

تهاني عوض

Exit mobile version