تحالف القوى الوطنية.. السقوط في امتحان الحوار

[JUSTIFY]يبدو أن السودان على فئته لا يكفي لجميع ألأحزاب وجميع السودانيين، وبدأت ظاهرة الانقسامات والانشطارات تظهر على السطح مجددا، وكان أخرها بوادر الانقسامات ما بين القوى السياسية التي قبلت بالحوار الوطني من جانب المعارضة، فالإعلان عن الكيان الجديد المسمي بـ (تحالف القوى الوطنية) التي اقدمت عليه قوى المعارضة بمعزل عن الحزب الأكبر ذو الوزن والثقل السياسي حزب المؤتمر الشعبي اظهر شقة الخلاف الرئيسية بين الأحزاب المعارضة التي ارتضت الحوار الوطني.

إذ يرى حزب المؤتمر الشعبي انه الحزب الأكبر والأكثر تنظيماً وخبرة من مجموعة الأحزاب التي نحت ذلك النحو، وهو يعلم جيدا تأثير مشاركته وتأثير نقيض ذلك فما كسبه من خلال مسيرة معارضته السابقة اصبح انزع للواقعية بعيدا عن محض الهتاف السياسي التي تبناها بعض احزاب الاقليات او احزاب النخبة، لا يخفي علي احد ان حزب المؤتمر الشعبي بزعامة أمينه العام د. حسن الترابي عارض الحزب الحاكم معارضة شرسة ربما كانت اكبر من الاحزاب الحالية، هذا ما يشير الى ان شقة الخلاف التي كانت سائدة بين الوطني والشعبي في طريقها الى الاندثار والزوال، في الولايات المتحدة الأمريكية يسخرون بأنه لم يعد هنالك اختلاف بين الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي عدا في حكم الإعدام والإجهاض، إذ ليس ببعيد ان يتفق الشعبي مع غريمه الوطني رغم الخلافات التي دامت قرابة الـ (15) عاماً.

ربما أرادت أحزاب المعارضة من خلال تكوينها للكيان الجديد «تحالف القوي الوطنية» زيادة موقفها لإنجاح الحوار الوطني، مستندة علي الحزب الأكبر المؤتمر الشعبي، فغالبها اما حديثة التكوين، ويتم تكوينها من هشاشة هيكلية وضعف في الفكرة، ومعظمها أحزاب نخبوية الي حد ما ليس لها قواعد في الشارع، ويرى مراقبون سياسيون ان التكوين لم يصمد كثيرا لانه يحمل جرثومة التناقض فيما بين مكوناته في داخله، وبحسب ما قاله المحلل السياسي والكاتب الصحفي سيف الدين البشير لـ (الانتباهة) ان ما حدث لا يعدو ان يكون مظاهرة عمدت هذه الأحزاب علي تكوين كيان جديد اما لانها حديثة التكوين أو ام تحصل علي اي جماهيرية مؤثرة، فهم يدركون انهم بحاجة الي أحزاب اكبر واخطر وكان ضروريا ان يستصحبوا المؤتمر الشعبي.

ويري خبراء سياسيون ان الحراك السياسي في عمومه هو حراك ديناميكي وبالتالي من حق أي من الأحزاب ان يتحاور بطريقة ثنائية او جماعية مع أي حزب أو أي مجموعة من الأحزاب سواء كان اي من طرفي الحوار حاكما أو معارضا، لذلك لا حرج في ان يكون هناك حوار منفصل بين الشعبي والوطني أو الشعبي والأمة او بين الأمة والوطن أو ما شاكل ذلك، وبه صياغة مواقف مشتركة إيجابيا في مسيرة الحوار الوطني، لذلك لا غضاضة في أن يمضي حزب المؤتمر الشعبي أو أي حزب اخر في حوار ثنائي يمهد لطريق نحو حوار جامع ويري محللون سياسيون أن الاختلاف بروح الحوار المفتوح يمكن أن يبلغ منتهاه أن كان حوارا عاما وطنيا خالصا لكل الوان الطيف

تبرؤ المؤتمر الشعبي عن الكيان الجديد»تحالف القوي الوطنية» ربما اراد منه الشعبي عدم الدخول في تحالف جديد حال فشل الحوار مع الوطني، ويكون بذلك فضل الرجوع الي تحالف قوي الإجماع الوطني بزعامة فاروق أبو عيسي، بجانب رؤية الشعبي بأن التحالف ذو الكيان الجديد لا يمثل الشعبي من بعيد او قريب، وانهم باقون علي الحوار مع المنظومة التي قبلت بالحوار وتتحدث عنه، فاذا قررت أحزاب المعارضة مواصلة الحوار فهم معها وان قررت المقاطعة فهذا شأنها، مؤكدين استمراريتهم في الحوار إلا إذا اعلن الوطني رفضه للحوار وقتها سيكون لكل مقام مقال.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version