بشعره الكثيف، وأناقته الأبدية في أي ثوب حلّ، كنغولي أم أفرنجي، تمضي السنوات بـ (كمال حامد شداد) من دوائر الفلسفة وأروقة (الأكاديميا)، إلى الساحرة المستديرة (كرة القدم)، تمضي به إليها وكأنه محيطها، بل وكأن قياساتها كلها بأي معادلة أخذت وبأي قانون قيست، حتى أن (فاي، نق تربيع) تبدو غير دقيقة وعاجزة إزاء إيجاد نتيجة حاسمة لعلاقة (كمال شداد) بمحيط الدائرة (كرة القدم).
(1)
(وشداد)، في علاقته الجدلية بين الفلسفة والاشتغال في فضاء كرة القدم مدرباً وإدارياً ومحللاً، يبدو وكأنه وكلما عصفت به وأحاطت الهوجاء الكروية، يستدير ويتدحرج مثل كرة دقيقة الصنع، فيأتي ببعض سيرته الأكاديمية الباذخة، يخلطها بمهارة وحذق شديدين في إنبوب مستطيل وأخضر، ثم يحرز أهدافه بمهارة فائقة، أليس هو أول من حقق ماجستير الفلسفة بجامعة الخرطوم، ثم ارتفع حتى الدكتوراه وأكثر، لكنه وخلال سنيه ناشطاً وفاعلاً هنا في (المستديرة)، وهناك في (الأكاديميا) ظل ذا شوكة، متسماً بالنزاهة والعفة وقوة الشكيمة.
(2)
بعضاً من تأثير (توني بونغ) الذي درس الفلسفة والمنطق على (مذهبه) في جامعة الخرطوم يجعله يرفع أطار نظارته الطبية الخفيفة بيسراه، فتظهر تلك الساعة التقليدية ذات (المربط السميك) على ساعده كناية عن الدقة، ساعة سويسرية كما يبدو للناظر مثلي من بعيد.
لكنه كلما (كبست) هموم، وهبت عواصف الرياضة عليه، يضع وسطة يمناه على حاجبه الأيمن، ويثني سبابته ويطلق بقية أصابعه بطريقة غير منتظمة، ويستغرق في التأمل، فيبدو وكأنه هائم فيما هو في الحقيقة في قمة تركيزه، وربما طريقة هذه هي التي تجعل من حوله يتفاجأون في كثير من المواقف بحضوره القوي بينما يظنونه غائباً.
(3)
وشداد دأب على شد نفسه بالمواثيق الغلاظ، لذلك فلا أحداً من معارضيه مهما بلغوا شأواً في ذلك، يستطيع القول بأنه لا يحمل للرجل في أحشائه الموَّارة بالتعارض والتقاطع معه حد نفيه – حتى – بعضاً من الحب وكثيراً من الاحترام
اليوم التالي
خ.ي