تأمل..فرق الوعي.. .!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]تأمل..فرق الوعي.. .!![/ALIGN] ** الوسواس القهري لم يفارق بعض العاملين بأجهزة الدولة الإعلامية ، رغم أن عقلية الدولة ذاتها قد فارقت محطة ذاك الوسواس منذ زمن ليس ببعيد .. والوسواس القهري حدثني عنه ذات يوم شاعرنا الرائع هاشم صديق قائلا : هو ذاك النوع من الوسواس الذي ينتاب العامل بالجهاز الإعلامى الرسمي حين تذهب إليه بفكرة ما أو قضية ما تخص الناس في بلدي ، فيقبل فكرتك أو قضيتك ، ويجيزها ، ولكن عند التنفيذ تحدثه نفسه بأن هذا النوع من الطرح الواضح قد يخرجه نهائيا من سدة الجهاز الإعلامى غير مأسوف عليه ، وحرصا على وظيفته يمارس على فكرتك وقضيتك نوعا من القهر بحيث يخرج طرحها للناس بلا لون أو طعم أو رائحة ..هكذا تحدث ، ولم يضف..!!
** واليوم أحاول دعوة وتشجيع البعض بالتلفاز القومي لمغادرة محطة الوسواس القهري ، وتسخير هذا الجهاز بحيث ينفع الناس والبلد ، علما بأن منافع الحزب والحكومة جزء من منافع الناس والبلد وليس العكس ، بمعنى لو نجح التلفزيون أن يقدم ماينفع الناس والبلد بكل نزاهة وشفافية وبلا وسواس قهرى يكون قد قدم خيرا كثيرا للحزب والحكومة وشخوصهما ..ولكن بعض العاملين هناك إما لايعلمون أو يعلمون ولكن عقولهم مصابة بأنفلونزا الخوف التى تشل الأفكار والرؤى حين يداهمها فيروس : الوسواس القهري ..وهذه محاولة لمكافحة الفيروس .. مجرد محاولة .. وأعلم أنها يائسة .. المهم .. كنت شاهدا على عقلين إعلاميين بجهازين ، كلاهما رسمي .. نموذج تخطى حاجز الوسواس كما المرحلة الراهنة ونموذج فى محطة (البيان رقم واحد )..!!
** ذات مساء ، اتصل أحدهم طالبا مداخلة في برنامج يناقش الأخطاء الطبية ، فرحبت بالفكرة ، وعند الموعد اتصلت الأستاذة كوثر بيومي وسألت فتحدثت أربع دقائق وتسع و ثلاثين ثانية ، كما وثقتها زين في هاتفي الجوال ..وقبل أن أكمل قاطعتني المذيعة وقطعت الحديث ثم وجهت سؤالا أخر لضيف بالأستوديو بعد أن خاطبتني : انتظر بنرجع ليك .. كان هذا قبل الأسبوع ، ولم ترجع حتى اللحظة .. وهذا ليس مهما ، فالمهم عند بث الحلقة بعد يومين من التسجيل دافع د. كبلو عن الأخطاء الطبية ، دافع عنها كدفاع حماس عن غزة ، وقال : حتى أمريكا بتحصل فيها أخطاء طبية .. وهكذا ظل يبرر ويبرر .. فانتظرت دقائقي التى كانت تلخيصا لبعض مسببات الأخطاء الطبية مع التركيز على أهم سبب : الإهمال الإداري بالمرافق الصحية العامة مع نماذج تناولتها الصحف في الأسابيع الفائتة .. ولكن أبت نفس الوسواس القهري التى أعدت البرنامج إلا أن تمارس هوايتها المفضلة .. كتمت كل الأسباب وكل النماذج ومن كل تلك الدقائق الأربع وثوانيها بثت ثلاث وخمسين ثانية فقط لا غير ، وهى الثواني التى شكرت فيها البرنامج على إهتمامه بهذه القضية ثم الدعاء بالتوفيق والنجاح .. تأمل .. بثت المظهر، الشكر والدعاء ، وحبست الجوهر .. وقبل أن تنتهي الحلقة اتصل بي طلال مدثر سائلا : أنت اتصلت عشان تشكرم وتدعو ليهم .. فضحكت ثم ندمت على حسن ظني بالقائمين على أمر البرنامج ..هذا نموذج ..!!
** ذات ظهيرة ، في نفس الأسبوع ، اتصل أحدهم من إذاعة ساهرون ، إذاعة ناشئة تابعة للشرطة ، طالبا مداخلة في برنامج يناقش على الهواء مباشرة العلاقة بين الصحافة والأمن ، كيف هي الآن ومايجب عليها أن تكون ..؟وموضحا بأن ممثلا لجهاز الأمن والمخابرات الوطني هو ضيف الحلقة ، فاندهشت لجرأة هذه الإذاعة ثم رحبت ووافقت ، فاتصل المذيع وسأل وتحدثت، ثم سأل فتحدثت، وتدخل الضيف وتحاورنا بمنتهى الوضوح والشفافية والموضوعية في الهواء الطلق ، وأغلقت الهاتف شاكرا المذيع والإذاعة .. هكذا.. !!
** تأمل ..حوار مباشر يلج آذان الناس مباشرة عن أمن البلد و صحافة البلد فى إذاعة الشرطة ..وهناك حوار مسجل عن الأخطاء الطبية في تلفزيون البلد يخشى مجرد الحديث عن أسباب تلك الأخطاء ..هكذا .. برنامج تلفزيوني تابع لوزارة الإعلام يدار بنهج متخلف ، وبرنامج إذاعي تابع لوزارة الداخلية يدار بنهج ديمقراطي واعٍ ..ولو لم يكن مخالفا للدستور لأقترحت بأن يتبع التلفزيون لوزارة الداخلية ، وأكشاك بسط الأمن الشامل لوزارة الإعلام ..!!
إليكم – الصحافة السبت 31/01/2009 .العدد 5601[/ALIGN]
Exit mobile version