وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال “ياو ياو”، إن “هذا جزء مما كنا نبحث عنه، ولكنه أصبح بين أيدينا، ونحن نشعر بسعادة، نشعر بتحقيق هدفنا”، وذلك بعد أسابيع من توقيع زعيم “الحركة/الجيش الديمقراطي لجنوب السودان” المعروفة باسم “جناح الكوبرا” اتفاق سلام مع حكومة جوبا.
وطالما كان تأسيس “بيبور” تتمتع بحكم شبه ذاتي، أحد مطالب “ياو ياو”، الذي قاد تمردا ضد جوبا منذ خسارته انتخابات مجالس المحافظات عام 2010.
وفي 31 يوليو/ تموز الماضي، أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مرسوما دستوريا يقضي بتعيين ديفيد ياو ياو المتمرد السابق ورئيس حركة جنوب السودان الديمقراطية المعروفة باسم “جناح الكوبرا” رئيسا لإدارية منطقة بيبور الكبرى، تنفيذا لاتفاق السلام الموقع بين مجموعة ديفيد ياو ياو وحكومة جنوب السودان في التاسع من مايو/أيار الماضي بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا.
ويقضي الاتفاق الموقع بين الطرفين بمنح منطقتي “بيبور” و”بوجولا” حق تكوين إدارة منفصلة عن ولاية جونقلي (شرق)، يطلق عليها “مناطق بيبور الكبرى”، تكون تحت ادارة حركة ديفيد ياو ياو، وتضم قبائل “مورلي” و”أنجواك” و”كاجيبو” و”جي”، لتتمتع بحكم شبه ذاتي، ويكون لها نصيب في تقاسم السلطة والثروة، وفقا للاتفاق.
وكان ديفيد ياو ياو المنحدر من قبيلة المورلي التي كانت تتبع في السابق لولاية جونقلي، قد أعلن تمرده علي الحكومة في أبريل/ نيسان 2010 عقب خسارته للانتخابات المحلية بالولاية، وقبيل إعلان انفصال جنوب السودان اعلن استجابته لنداء السلام بحيث عاد إلى جوبا وتم دمجه في الجيش النظامي لكنه عاد ورفع السلاح مجددا بعد شهور قليلة، مطالبا بالتمثيل العادل لمجموعته في السلطة وتحقيق التنمية في منطقة بيبور الكبرى، وفي مايو المنصرم توصل مع الحكومة إلى اتفاق سلام قضي بتخصيص إدارة منفصلة لبيبور الكبرى في جونقلي.
وأضاف، المتمرد السابق، معلقا على الاتفاق الذي عين بموجبه قائدا لمنطقة بيبور الكبرى: “هذا يعني لنا بالطبع الحرية والفرح، وتحقيق أهدافنا”.
وتابع: “نشعر بأننا مواطني البلد، لأنه في معظم الأحوال كان يجري التنصل منا، وكنا في طي النسيان، ولكننا الآن نتساوى مع إخواننا وأخواتنا في جنوب السودان. وبهذه الطريقة، أصبح كل من ينتمي إلى بيبور الكبرى الآن سعيدا، ونحن نعتبر أنفسنا المواطنين الحقيقيين لهذا البلد”.
وبعيدا عن نشوة الانتصار، يدرك “ياو ياو”، أن هناك العديد من التحديات التي تنتظر المنطقة الوليدة، التي تعاني منذ فترة طويلة من التهميش والصراع.
ومضى قائلا: “التحديات التي نتصور أنها بانتظارنا، ربما تكون تحديات مالية، ولكننا لن ننظر إلى الجانب السلبي، ولن نكون متشائمين بشأن ذلك”.
وزاد بالقول: “نأمل ونعتقد أن حكومتنا قد شرعت بالفعل، ووفرت غطاء خلال هذه المرحلة، وستحدد أولويات الإدارة الجديدة”.
وزاد: “سنستخدم كل الأدوات، بالإضافة إلى الموارد المحلية التي لدينا، علاوة على تلك التي تمنحها حكومتنا بدلا من احتمال البحث عن المساعدات الخارجية”.
وأشار “ياو ياو” إلى الطاقات غير المستغلة التي تفتخر بها منطقته، التي يعتقد أنها ستقودها نحو التنمية.
وتابع: “بيبور الكبرى هي غنية في الواقع لأن لدينا الحياة البرية… لدينا أيضا الثروة المعدنية، والغابات وأنواع مختلفة من الأشجار التي يمكن أن تساعدنا على كسب الكثير من الدخل القومي”.
ومضى قائلا: “لدينا نفط في الأرض، والأبقار ولدينا كل شيء تقريبا، أرضنا خصبة.. وهذا مكسب كبير لنا، وإذا قمنا باستغلال هذه الموارد، سننجز الأمر”.
وأعرب عن اعتقاده بأن التحدي الرئيسي الثاني الذي ستواجهه إدارته، هو الأمن، وقال إن السلطات “يجب عليها أن تضمن من ترسيخ الأمن في كل مكان، في الداخل والخارج مع جيراننا، والمجتمعات المجاورة لنا”.
وزاد بقوله: “علينا تسوية النزاعات فيما بيننا، وتلك التي تأتي من الخارج بيننا وبين جيراننا”، مشيرا إلى أن أحد أولويات إدارته “ترسيخ الأمن داخل منطقة الإدارة، وبالتالي ستتدفق أنشطة التنمية بانسيابية”.
وتابع: “لن نأخذ في الاعتبار أن (التحديات) ستحول بيننا وكل الوسائل الممكنة للتنمية. وسنتغلب عليها بالتأكيد”.
أما التحدي الآخر الذي يأمل “ياو ياو” بأن يتحول إلى وسيلة إضافية للتنمية، فهو شباب المنطقة الذين وصفهم بأنهم أحد “المجموعات الرئيسية التي تسبب عادة الصراع بين شعب جنوب السودان”.
وزاد: “عندما يفعلون شيئا، هو أو هي سيسبب الكثير من المشاكل، وإذا ما نجحنا في جذب عقولهم وإشراكهم بشكل كبير في العمل، لن يفكروا مجددا في فعل أي شيء (سيئ)”.
ومضى موضحا: “لذلك سنسمح لهم بالاشتراك بشكل كبير مع الإدارة، للتأكد من أنهم لن يجلسوا على مقاعد البدلاء مرة أخرى، بحيث لا يشعرون بالكسل”، ولكنه لم يخوض في تفاصيل أكبر بشأن خطته لإشراك الشباب في برامج الادارة.
وتطرق إلى الأزمة السياسية التي تجتاح البلاد بوجه عام منذ عدة أشهر، وحث “ياو ياو” الأطراف المتنازعة في البلاد على الجلوس سويا، واتباع الخطوات التي ساعدت في تحقيق السلام في منطقته التي سبق وأن شهدت اضطرابات.
ومضى قائلا: “أنصح إخواننا وأخواتنا في دولة جنوب السودان، بدلا من حمل السلاح ضد أنفسنا.. دعونا نجلس بشكل سلمي. وإنه لأمر جيد أن تتحدث، يمكنك التعبير عن كل ما تريد”.
وأردف: “في الواقع لا أرى مبررا في أن نجهز على أنفسنا في حين أن لدينا ما يكفي من الطعام، من أجل البقاء، والعيش، لذلك ليست هناك حاجة لقتل أنفسنا”.
وأعقب: “أرضنا شاسعة للغاية. في الواقع إنها خصبة للغاية، الموارد التي نملكها بالطبع أكثر من عدد السكان في بلادنا”.
وأعرب “ياو ياو”، عن أمله في أن تحذو حذوه الأطراف المتنافسة في البلاد، وتتبع النموذج الذي نجح من خلاله في تحقيق السلام في منطقته.
وأوضح أنه “من خلال التوافق، عبر السبل السلمية والجلوس حول طاولة المفوضات، انتهت هذه الأشياء (المشكلات) في نهاية المطاف”.
وأردف: “حكومتنا (في جوبا) بالإضافة إلى كبار المسؤولين في الحركة الديمقراطية لجنوب السودان تحاول التأكد من أن هذا الشيء (السلام) يحدث”.
وعبر زعيم المتمردين الذي سبق، وأن حمل السلاح ضد الحكومة المركزية، عن اعتقاده في أن “السلام هو الخيار الأفضل الذي يمكن يسمح لنا بتحقيق كل أهدافنا”.
واستدرك بالقول: “ولكن، إذا ما واصلنا القتال فيما بيننا، لن نكون هناك (أحياء) في نهاية اليوم، ونحن الذين نخلق المشاكل لأنفسنا، ونحن أيضا الذين سنقوم بحلها”.
واستؤنفت الاثنين الماضي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مفاوضات جنوب السودان التي ترعاها “إيغاد” بين حكومة جوبا والمعارضة، وذلك بعد توقف دام لأكثر من شهر، في محاولة لوضع نهاية لنزاع دموي على السلطة، مستمر منذ أكثر من 8 أشهر، بين النظام الحاكم برئاسة سيلفاكير، ومعارضة يقودها نائبه السابق، مشار.
[/JUSTIFY]جوبا/ أوكش فرانسيس/ الأناضول-