المثنى: لماذا نبكي حالنا في الشمال ؟؟

اخوتي تحية طيبة
كثيرا ما تناولنا الظلم الواقع علينا في الشمال وخاصة في محلية الدبة ، والتي تعتبر وسط الشمال وعمقه ، هذه المنطقة والتي تعتبر مزيج بين بديرية وشايقية و دناقلة ، وتمتاز بانها الرابط الثقافي بين اطراف الولاية فمنها من يقال عليه شايقي وليس بشايقي ومنهم من يقال عليه دنقلاوي وهو ليس بذلك . الا ان تداخل اللغة بينهم ادى الى هذا التمازج ..اما العادات والتقاليد والغناء والمأكل يكاد يكون هو هو ..
اهل هذه المنطقة يحبون بعضهم ويساعدون بعض وعرف عندهم ذلك باعمال النفير او ما يسمونه الفزع – أي من فزعة الاخ وتقديم يد المساعدة…
تخرج من هذ المنطقة علماء وفطاحلة وعسكرين وساسة كبار ، منهم الاستاذ والمعلم المشهور ومنهم اصحاب التخصص النادر .. منهم من ترأس ادارات في قمة الدولة والمشاريع ونزلوا المعاش وحالهم كحال أي فرد، لانهم كانوا نزيهين ويخافون الله في مال الدولة ..
منهم من قاتل الطليان في ليبيا وحارب في اسرائيل وارتبط بمصر ايام العدوان الثلاثي ومنهم من يحتفظ بنياشينه واوسمته ومنهم من رحل وخلد اطيب ذكرى ..
من هذا الجزء كان الاستاذ الطيب صالح ذائع الصيت .. وكان منه المشهورين من الفنانين والشعراء . المغزى ان هذا الجزء العزيز اعطى الوطن الكثير والكثير وافرح الملايين .. وارضى الكثيرين .. ادوا الامانة ولم يخونوها ..
تعاقبت حكومات كثيرة منها الحزبي ومنها العسكري الديكتاتوري الشمولي ومنها ما لا طعم ولا رائحة له الى ان ذهب ومنها ما هو كائن اليوم ، في ظل كل هذه الحكومات المتعاقبة ظل التعمد بالتهميش والنسيان هو ديدن هذه الحكومات وبدأت تزيد مساحة النسيان وبدأت مع ذلك تتآكل الخدمة والاحساس بان هناك حكومة تعلم بهذا الجزء واصبحنا كتلك القرية التي انشأها عادل امام في فيلمه المشهور ..( خربته ) ولا احد يعرف اين هذه الخربته.
تسابق مواطني هذا الجزء بدعم المترشحون للانتخابات ودعموا كل الرؤساء وهتفوا ملء فيهم تعيش يا فلان والى الامام يا زيدان وعاش ابو هاشم وغيره ، ومع هذا ايضا استمر الامر يزداد سوأ .
كتبنا في صفحات الانترنت وعبر المواقع والمنتديات شكونا حالنا لطوب الارض ولكن اجاب الطوب ولم نسمع من بشر ..
حين اتت الانقاذ استبشرنا خيرا وقلنا هؤلاء مختلفون وسيمدون يد العون للمنطقة ستزدهر ستعمر المدارس ، ستقام المستوصفات الحديثة ، سيتم تعين اطباء اكفاء للمراكز ، وسيتم تغذية المستشفيات بإخصائيين لجميع انواع الامراض ليرتاح المواطن من عناء السفر الى العاصمة والتي كان يصلها بشق الانفس ..
جاء رجال الانقاذ ووعدونا خيرا ووعدونا ان الامل القادم احلى وانه حانت ساعة تغيير الحال .. وتوغلت الانقاذ وتغولت بدأت بجمع الضرائب والزكاة والجبايات وحتى وصل الامر ان خاف الاهالي ان يكون البصق على الارض بالمقابل .. وهناك من اطلق المزح بانه سيكون على الدجاج ضريبة .. وتعدد الزوجات ..
وبتعدد اوجه الدفع والخصم والضريبة تعددت معه اوجه الجامعين لها و ازدادت الجيوب عرضا و عمقا ..واتبعت سياسة ما يسمى بالتمكين فأزاحت الكفاءات وحل محلها من لا يعرفون (الواو الضكر ..) كبرت احجام العربات وارتقت درجاتها فخارة وفخامة وابتعدت الوجوه والعيون عن المسكين والمواطن تدريجيا حتى تمركزت في الصفوة من اهالي المنطقة واصبحت الحكومة علاقتها مع الاعيان والاغنياء ..
مارست الحكومة عملا يشبه الانتقام او التشفي بحكم ان هذه المنطقة منطقة حزبية متعصبة للاتحادي الديمقراطي السابق ولا احزاب تجد معه فرصة او مكان .. سجنت قادة الاحزاب والمايويين وحتى صغار الساسة لم يسلموا من التشريد والتطهير .. وذهب من تمكن من رقابنا في التمادي في التشفي ان خدموا مناطق دون اخرى واقاموا المزارع والحدائق المثمرة وقتلوا كل مخضر كان يميز المنطقة ..
يبست الارض انقطعت المياه جاع المواطن مرض المواطن جهٌل المواطن الا ان محمد احمد كان صبورا وقطع اصابعه من العض عليها .. كل هذا لانه يحدوه الامل ان يفيق هؤلاء القوم وينظروا في حاله ..
بدأت تقدم اشياء و هي لا تعدو ان تكون رشاوي للبعض ان يغيروا مواقفهم ويدعموا هؤلاء السارقين .. واحست الحكومة في مرات انها مقصرة فأقامت بعض المنشآت التي لم تقم لتقدم الخدمة وانما ليقال ان هناك شيء ما يحدث كما يقول عمنا اسحاق ..ومن هذه الاشياء اقيم ما يسمى بمستشفى الدبة الحديث بعون صيني وحين يسمع المواطن كلمة صيني يمتلأ فرحة ويصاب بالنشوة ان اخيرا سيكون له مكان ذا قيمة يتعالج فيه ..وانه سيكون على مستوى الطلب المنشود
تم انشاء المستشفى وبنّي بطريقة حديثة وجميلة وتم تعيين الكادر.. ولكن واسفاه تضآلت الخدمة تغيب الطبيب هاجر الطبيب تسيب الاداري قبل الموظف .. لم يوكل امر الصيانة والتشغيل لمن يراعي مخافة الله في المال العام .. لم يتولى الادارة انسان به ذرة من ايمان بالوطن والمواطن .. فدب المرض للمستشفى قبل المواطن واصبح المواطن يتمنى ذلك المستشفى العتيق المذري حاله فقد كان افضل من ما هو كائن الان ..
تكسرت الأدوات تعفنت الاجزاء وتراكمت النفايات فزكمت الانوف .. انسدت احواض الغسيل .. ترسبت المياه وفتحت الابواب للأغنام لتعاود المرضي هي ايضا ..
يمر المدير الاداري والطبي والمدير العام كلهم خلف بعض وهم يدعسون على اكوام النفايات ,, ويمر رئيس التمريض او كبير الممرضين ومعه طاقمه وهم يرون الاهمال في الأدوات اليدوية والعدد الصغير .. يمر مدير الصيانة وهو يرى الطاولات مكسرة والاسرة غير صالحة .. كل هذا وهم يمرون كانما يمرون عبر مقابر ..
سأرفع لكم بعض الصور والتي يتم تداولها في المواقع ولعلمكم هي مصورة قبل كم يوم واعرف المصور ..
وبالله عليكم ارجو ان تقولوا كلمة حق هل من يتولى امر هذا المرفق انسان .؟؟ هل يستحق ان يتقاضى اجرا من الدولة،، هل هذا المنظر يوجد في معسكرات اللاجئين .. السنا احق بان نطالب ان نساوى بغيرنا او لا نستحق ان نعيش كما يعيش الاخرون .. الا يستحق اهلينا ان ينظر اليهم كبشر ؟؟
من كان به ذرة من حب لهذا الوطن ان يقول كلمة الحق ولا يذر الرماد على العيون ويسوق المبررات لهؤلاء ..
ان اول ما نطلبه هو حصتنا من دخل الخزان وهو كمرفق قومي دخله مشترك لأنه مقام في الولاية الشمالية فهي لها الاولوية في التنمية كما تعامل مناطق انتاج البترول ..
واهم مطلب هو ان تقال حكومة هذه الولاية ويتم تعيين حكومة عسكرية محضة تعرف كيف تعاقب وتبتعد عن اعيان المنطقة الذين يسيطرون على تصرفاتهم بالمآدب والموائد والهدايا .. ننتظر ان تكون هناك حكومة يراسها من لا يخشى لومة لائم في المحاسبة ..
واهم شيء نتمنى ان لا يكون هناك أي عضو في الحكومة من المنطقة لأننا جربناهم فهم فقط يعملون من اجل انفسهم واهليهم ولا يهمهم الاخرون هذ غيض من فيض وقليل من كثير
Exit mobile version