* أول رد فعل للتحالف الجديد رفض (المؤتمر الشعبي) له جملة وتفصيلاً .. وتأكيده أنه ماض في الحوار بغير اشتراطات .. وانتقد زعيم المؤتمر الشعبي أعضاء اللجنة في إعلانهم لخلافات في وسائل الإعلام، طبعاً الترابي هنا يشير للمؤتمر الصحفي الذي تبنت كبره حركة (الإصلاح الآن) وانعقد أمس الأول بمبانيها.
* واضح من رد (الشعبي) أنه يتبني خط مخالف لخط حركة (الإصلاح) وقد يكون خط معاكس للأحزاب الأخرى .. وخطة الشعبي ربما تؤدي في النهاية لاتفاق ثنائي بينه و (الوطني) وربما يقود هذا إلى أجواء ما قبل (المفاصلة).. وقد تصح مقولة البعض أن الحوار ما هو إلا طريق (معبد) لإعادة الشعبي إلى القصر.
*لسنا بصدد التركيز على التقارب بين الشعبي والوطني، بقدر ما نريد أن نتحدث حول (مخرجات) اللقاءات المتعددة للجنة (السبعتين)،
ماذا يستفيد المواطن السوداني الذي وضع كل (البيض) في (سلة) الحوار من اختلافات اللجنة؟ وهاهي (السلة) قاربت على السقوط؟
ما الداعي لـ(التحالف الجديد) .. وهل أفلحت (التحالفات) السابقة في إزالة النظام؟ بما فيها التحالفات المسلحة؟ وطبعاً الإجابة معلومة للجميع خاصة في المعارضة؟ فهي التي سارت على هذا الدرب منذ أمد يعيد، هو اليوم بعمر جيل كامل (شب وشاب) في ظل حكم الإنقاذ.
* الخلاف هو ما تنجح فيه دائماً المعارضة، بكافة أطيافها، وتحسن إدارة كافة فنونه، فهي ذات الأحزاب التي تناسلت وتقسمت لدرجة أننا البلد الوحيد في العالم الذي فيه (90) حزباً سياسياً ممارساً للسياسة، وهناك أحزاب ملأت الدنيا ضجيجاً، وكل عضويتها تستطيع أن تركب في بطن عربة (هايس) لا يتعدي ركابها الـ(14) شخصاً، وبعضها كل عضويته أعضاء في (المكتب السياسي) .. أحزاب نخبوية وصفوية بلا قاعدة.. نراها فقط في الفضائيات ومنصات المؤتمرات الصحفية، أحزاب لا لون لها ولا طعم ولا رائجة.
* تبنت حركة (الإصلاح) مؤتمر الخلاف، ونطق المختلفون بلسانها، وهي الحركة (المنشقة) حديثاً من أثواب المؤتمر الوطني.. وهي شريكة أصيلة في الحكم لمدي يزيد عن العشرين عاماً بقليل، لم نسمع من قياداتها يوماً انتقاداً صريحاً لـ(منهج) إدارة البلاد، أو أداء الجهاز التنفيذي أو التشريعي الذي كانت في قمته، وكان متاح لها (النقد) من داخل مؤسسات الحزب وواجهاته العديدة التي كانت شريكاً أصيلاً فيها .. لكنها لم تفعل!!
* إذا لم يتجاوز التحالف الجديد محطة (الخلافات) لن يكون أهلا لإدارة الحوار والخروج بنهايات تسعد الجماهير .. احملوا كل (نقاط الخلاف) إلى مائدة التفاوض، وهناك أطرحوها وناقشوها واقتلوها بحثاً، وقتئذ يمكن أن نخرج بنهايات سعيدة تفرح المواطن الذي انتظركم ولا يزال.
صحيفة ألوان
ع.ش