فقد تمكن 3 من المفاوضين وهم عماد العلمي وخليل الحية من حركة حماس، وخالد البطش من حركة الجهاد الاسلامي، الذين حالت الحرب دون وصولهم يوم السبت الماضي، من مغادرة غزة سرا عبر رفح والوصول الى القاهرة في وقت متأخر من الليلة الماضية، ليكتمل الوفد الذي يترأسه عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بتمثيله للداخل والخارج. اكد ذلك الناطق باسم حماس سامي ابو زهري.
بيد انه ورغم التهدئة المؤقتة التي التزم بها الطرفان حتى اعداد هذا التقرير،لا يزال كبار قادة حماس والجهاد الاسلامي، تحت الارض ولم يظهر منهم احد ولا يتوقع ذلك على المدى المنظور، كما قالت مصادر فلسطينية، خاصة وان طائرات الاستطلاع الاسرائيلية لم تفارق سماء القطاع وتجوبه على مدار الساعة.
وعلى صعيد المفاوضات قال قيس عبد الكريم احد اعضاء الوفد في اتصال هاتفي اجرته معه «القدس العربي» ان لقاء مع الجانب المصري كان يفترض ان يتم صباح أمس تأجل الى وقت لاحق من الليلة الماضية. وارجع عبد الكريم السبب الى « ربما ان الجانب المصري ينتظر الحصول على اجوبة من الوفد الاسرائيلي». وعما اذا كانت هناك قناعة لدى جميع اعضاء الوفد الفلسطيني بان اسرائيل ستقبل بشروطهم العشرة، قال عبد الكريم «لم نناقش هذه التفاصيل وانه ليس لدى البعض في الوفد الاستعداد لنقاشها». غير انه قال ان هناك قبولا دوليا لثلاثة من الشروط العشرة الى جانب اعادة الاعمار المقبول دوليا اصلا وهي، فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد البحري وتخفيف الحصار المالي.
وبعد ان صمتت المدافع وعاد الهدوء المحفوف بالمخاوف الى القطاع، بدأت تتكشف شيئا فشيئا المآسي البشرية الحقيقية ومدى الدمار الذي حل في القطاع واهله. وتحدث ناجون من مجازر الشجاعية شرقي مدينة غزة وخزاعة شرقي مدينة خان يونس في الجنوب ومدينة رفح، عما شاهدوه في هذه الايام الحالكة. وهناك من وصف حي الشجاعة الذي تعرض لمجزرتين بقوله «كأن قنبلة نووية ضربته». وتحدث اخرون عن كيف فقدت نساء اطفالهن خلال الهروب من مناطق القصف، وكيف اختفت عائلات بأكملها، الى درجة يمكن اطلاق اسم «حرب ابادة العائلات» على هذه الحرب. وخلفت الحرب الى ما قبل التهدئة نحو 1900 شهيد وحوالى 10 آلاف جريح.
القدس العربي
ع.ش