تهاني عوض: عندما هطلت الأمطار في ذلك النهار تحولت بقدرة قادر إلى ورقة (A4) مكتوبة بقلم (الشيني)

ويصمت في حضرة جمالها (الكلام) ، مشيتها كالسحاب لا ريث ولا عجل ..يخال لمن يسمع صوتها أنه يسمع إحدى مقطوعات (بت هوفن) لا ضحكات (بت جضيم)..

لكن عندما هطلت الأمطار في ذلك النهار تحولت بقدرة قادر إلى ورقة (A4) مكتوبة بقلم (الشيني) فأصحبت (كالصريم)..إختفت كل معالم الجمال (المصنوع) وبقيت فارعة بلا شموخ ..ذلك لأن حبيبات المطر قد أزالت كل معالم جمالها المصنوع ..حينها فقط أدركت أن الجمال الحقيقي هو الجمال الطبيعي بلا زيف ولا تزييف..

ندمت لأن آثار (الكريمات) قد فعلت في وجهها أسوء مما فعلته قذائف الصواريخ والقنابل العنقودية في (مباني) غزة وأطفالها ..حينها فقط ادركت أن بعد شهور من اتباعها تعليمات إستعمال هذه الكريمات التي كانت بمعدل مرتين في اليوم،

لم يصبح جلدها أكثر جمالاً فقط لا بل أصبح رقيقا جداً بحيث أن لمسة خفيفة بطرف أناملها الغضة بدأت تكدم وجهها، أوعية وجهها الشعرية أصبحت مرئية للناظرين (كبقرة بني اسرائيل)، وتطور لديها نوع من أنواع حب الشباب العنيد.

أخبرها الطبيب بأن الأعراض الثلاثة التي ظهرت لها كانت آثار جانبية لمنشطات قوية موجودة في بعض الكريمات التي تغص بها مخازن مستحضرات التجميل (المغشوشة) والأصلية..!

ورغم الطفح الجلدي في وجهها لم تدرك حتى الآن أن هذه (الكريمات) لا تحتوي فقط على منشطات قشرية، لكن أيضاً تحتوي زئبق، وهو سم (فاتك) يمكن أَن يضر بالجهاز العصبي ..تحسرت وإعتراها الندم لأنها لم تدرك أن الله خلقها في أحسن تقويم ، وأكمل خلقة ..!!!

تهاني عوض