وتبدو الإجابة عن سؤال كهذا عصية، لكن ذلك لا يمنع من أن يدور حولها حوار وها هي (اليوم التالي) تحاول أن تضع النقاط على الأحرف، لمعرفة رأي كل الأطراف المعنية، رغم نفي بعضها وحديث البعض الآخر عنها باحتشام، لكن تظل الحقيقية قائمة، وهي أن التحرش الجنسي ليس ظاهرة جديدة على منظومتنا التعليمية، وأن ما استجد في الأمر أن أجهزة الإعلام أصبحت تمتلك الإرادة لطرح الأمر للتداول وتسليط الضوء عليها بدلاً عن إخفائه وإنكاره.
لكن في السنوات الأخيرة حُظي هذا الموضوع باهتمام وسائل الإعلام، خاصة (الحرة) التي لا تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة، وذلك بفضل الانترنت والهواتف النقالة ووسائل الاتصال الحديثة.
(1)
تحرشات واعتداءات جنسية تطال الطلبة والطالبات تركت ندوبا داخلية وآثارا نفسية وخيمة عليهم لا يمحوها مرور السنين، لكن هذا لا ينفي بالطبع أن المنظومة التربوية لا زالت في سوادها الأعظم عدا قلة شاذة – تضم مُربين أفاضل ذوي أخلاق لا نظير لها.
(2)
رفضت الطالبة التي لم يتجاوز عمرها العاشرة الذهاب إلى المدرسة، وكانت كلما يأتي أحد مدرسيها تبكي وتصرخ (المعلم جاي)، قيل إنه كان يضربها ضرباً مبرحاً، فكانت كلما تراه ينتابها زعر وخوف شديدين، حتى نقلت إلى طبيب بإحدى القرى الريفية ونصح أهلها بأخذها إلى طبيب مختص بالأمراض النفسية، وبعد مرور كم شهر اكتشف الطبيب أنها تعرضت إلى تحرش جنسي، وكانت ترى زميلاتها داخل الفصل يقع لهن نفس الشيء، ولكن المعلم كان قد رحل عن القرية وانقطعت الطالبة عن الدراسة، لكن الأسرة قالت إنها لا تملك دليلاً ثابتاً ضده، والصغيرة ما زالت تتابع العلاج .
(2)
من جهتها، قالت طالبة تدرس بإحدى الكليات الجامعية الخاصة، إنها وبينما كانت ذاهبة لتناول الإفطار مع زميلاتها نادى عليها أحد الأساتذة وسألها عن اسمها وفي أي قسم تدرس، ثم وبعد خمسة أيام من تلك الحادثة العابرة، عرض عليها كم شيء بوضوح، وخيّرها بقوله: إذا بقيتي معاي ح أرفعك السماء، وإذا رفضتي بتكوني تحت الأرض. وأضافت: كنت خائفة جداً، حتى جاءت الامتحانات التي أعددت لها جيداً، والكل توقع أن تكون نتيجتي امتياز، لكن بعد إعلانها اتصل عليّ الأستاذ، وكشف لي عن أنني لم أنجح فأصبت بصدمة عنيفة، وانخرطت في نوبات بكاء يومية، وفي امتحان الفترة الثانية وبعد أن أصبحت علاقتي معه (حلوة) على حد تعبيرها، وبالرغم من أنني لم أستذكر وتغيبت عن الكثير من المحاضرات، ولكن جاءت النتيجة ممتازة، ممتازة جداً
اليوم التالي
خ.ي